حضر عاهل المغرب الملك محمد السادس مراسم اختتام قمة الاتحاد الأفريقي في أديس ابابا، غداة موافقة المنظمة على إعادة عضوية بلاده بعد 33 عاما من خروجها منها على خلفية قضية الصحراء الغربية. وجاء خطاب ملك المغرب ممزوجا بالعاطفة والبراغماتية والواقعية، فبداية مداخلته كانت عاطفية وشاعرية بامتياز، إذ قال في ما يشبه الشعر: «إنه يوم جميل أن يعود المغرب إلى بيته، وإن الساعة دقت لهذا الرجوع». كما خاطب الحاضرين بنبرة مؤثرة قائلا: «لقد اشتقت إليكم جميعا». وسبقت خطابَ الملك محمد السادس الذي وُصف ب»التاريخي والقوي»، أمس الثلاثاء، في القمة الأفريقية التي تحتضنها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تصفيقات عاصفة من القادة والوفود الحاضرة عند سماع رئيس الجلسة ينادي اسم العاهل المغربي لإلقاء كلمته بمناسبة عودة المملكة إلى المنظمة الأفريقية. وأيدت 42 دولة من أصل 54 الاثنين، بعد حملة دبلوماسية كثيفة، عودة المغرب الى الاتحاد الأفريقي. وبذلك تكون الرباط قد كسبت الرهان بعدما أدركت أن دبلوماسية المقعد الشاغر تحولت عائقا أمام توسعها الاقتصادي ونفوذها في أفريقيا. خرجت المملكة المغربية من الاتحاد في 1984 احتجاجا على انضمام «الجمهورية الصحراوية» التي أعلنتها «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو)، في حين يعتبر المغرب هذه المنطقة جزءا من أراضيه. وإذا كان برر القرار الذي اتخذ آنذاك، فإن محمد السادس أوضح أن الوقت حان للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، معتبرا أن «قرار العودة إلى المؤسسة الأفريقية (جاء) ثمرة تفكير عميق. وهو اليوم أمر بديهي». وأضاف «في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان الأفريقية الأكثر تقدما، وتتطلع فيه معظم الدول الأعضاء إلى رجوعنا، اخترنا العودة للقاء أسرتنا». غير أن طلب المغرب واجه مقاومة شديدة من جانب دول تتمتع بنفوذ كبير في القارة السوداء، في مقدمها جنوب أفريقيا والجزائر ونيجيريا المعروفة بدعمها ل«الجمهورية الصحراوية». ومع إقراره ب«أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر»، شدد العاهل المغربي على أنه «بمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل والدفع به إلى الأمام». وأوضح العديد من رؤساء الدول بينهم رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف ورئيس بوركينا فاسو كريسيتيان كابوريه أن عودة المغرب ستتيح بحث قضية الصحراء الغربية داخل الاتحاد الأفريقي، «ضمن العائلة».ومساء الاثنين، اعتبر وزير خارجية «الجمهورية الصحراوية» محمد سالم ولد السالك أن المغرب سيخضع لمزيد من الضغوط حول ملف الصحراء داخل الاتحاد.