قالت صحيفة "الصباح" المغربيّة، إن دعارة المثليين، انتعشت في الدارالبيضاء وارتفع عدد المقبلين عليها إلى درجة أن بائعات الهوى أصبحن يتضايقن من وجود مثليين يفوزون، في الغالب، بالباحثين عن الجنس. ويوردُ تقريرٌ للصحيفة المغربية، مشاهدَ حيّة مما يجري في شوارع الدارالبيضاء، ففي الساعة السابعة مساء بمنطقة مظلمة بشارع 11 يناير بالمدينة، بائعات الهوى يقطعن الطريق وأعينهن تتفحص كل غريب يبحث عن قضاء ليلة أو لذة جنسية عابرة، وفي زقاق آخر لا يبعد كثيرا عنهن، وقف شابان اشتهرا بالمثلية الجنسية، ويمارسان الجنس مقابل مبالغ مالية رخيصة، إنها الثنائية التي أصبحت تؤثث سوق الدعارة بالعاصمة الاقتصادية.
وتتابع الصحيفة: "في مكان منزوٍ في حانة "رخيصة" يجلس شباب تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين، جميعهم يرتدون ملابس أنيقة، ويضعون مساحيق تجميل نسائية، فالحواجب سوداء قاتمة، والوجوه حليقة ناعمة.. إنها بداية سهرة الشباب الذين لا يخفون مثليتهم الجنسية، بل إن جميع زبناء الحانة اعتادوا رؤيتهم وسماع مغامراتهم الفريدة".
وتنقل "الصباح" عن زبون وهو يتفحص جسد المثلي النحيف، أن الأخير اعتاد بيع جسده مقابل المال، بل يعتبر الأمر عاديا جدا مادام يوفر له دخلا يوميا، إذ مارس الشاب الجنس في البداية، بحثا عن اللذة دون ثمن، ثم اكتشف أنه يمكن أن يبيع جسده ويجعله مصدرا للمال، فأصبح يمارس دعارة المثليين بشكل محترف و هو راض عن حياته.
ولا يخفي الزبون أن وجود مثليين يمارسون الدعارة أصبح مشهدا مألوفا داخل عدد كبير من الحانات التي توفر لهم حرية الالتقاء و"صيد" الزبناء، ثم يضحك حين يتذكر معارك نشبت بين بائعات الهوى ومثليين جنسيين من أجل زبون.
في زواية أخرى داخل الحانة نفسها جلست بائعة للهوى تداعب قنينة نبيذ، وظلت دقائق طويلة شاردة، لا يقطع حبل تيهانها، إلا توزيع ابتسامة باهتة على صديقاتها أو زبائنها، وحين تقدم منها شاب بدأت في التشكي من سوء أحوالها الإجتماعية، ومنافسة المثليين الذين تكاثروا مثل الفطر في البيضاء.
وقالت "ياسمينة"، بعد أن سكبت ما تبقى من النبيذ في جوفها :"أصبح الزبائن يبحثون عن قاصرين "شواذ" أكثر من بحثهم عن امرأة".
لكن كيف تتقبل ياسمينة هذا التحول؟ تجيب :"في البداية كنا نواجههم بقسوة، وطالما نشبت معارك تدخل إثرها رجال الأمن لإيقاف الجميع، إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح منظر "الشواذ" مألوفا جدا لا يثير اشمئزاز أحد"، دون أن تنسى أن تلعن نفسها والسياحة التي أدت إلى التعايش مع المثلية، حسب قولها.
لكن ليس كل مثلي يمتهن الدعارة يمارسها دون عواقب وخيمة، فحسب أحدهم، فإن ممارسة العنف ضد المثلي مباحة جدا، وطالما تعرض إلى التعنيف من قبل الزبائن، دون الحديث عن الظروف الاجتماعية التي يعيشها المثليون، سواء في الشارع أو المنزل، وتجعلهم دائما مطاردين مثل قطاع الطرق.