لم تكن ليلة الأربعاء- الخميس كغيرها من الليالي بالنسبة لأسرة الشاب "نبيل البوعناني" البالغ من العمر 19 عاما، فقد تلقت ساكنة الحي الذي يقطن به نبيل بالمدينة القديمة بالبيضاء خبرا مفجعا يؤكد وفاته على يد المدعو "سعد" والمعروف بانحرافه في أوساط الحي. ووفق مصادر مقربة من الضحية، والتي روت ل "نون بريس" تفاصيل الجريمة أثناء تواجدنا بمنزله، فإن "نبيل" تدخل لإنقاذ فتاتين من قبضة المجرم القاصر والبالغ من العمر 17 عاما، بعدما حاول الاعتداء عليهما تحت التهديد، حيث تسبب لهما هذا الأخير في طعنات على مستوى الوجه والرقبة، ليضطر نبيل إلى مرافقتهما لمستشفى "الصوفي" بالبيضاء لشهامة أخلاقه، إلا أن دوافع الانتقام أعمت الجاني ودفعته إلى تتبع خطواتهم، حيث لحق ب"نبيل" والضحيتين إلى المستشفى، وهناك، حسب ما كشفت عنه مصادرنا، طلب منه التحدث بروية في حديقة المستشفى، وهو الشيء الذي استجاب إليه "نبيل". وتضيف مصادرنا دائما، أن الضحية لم يعتقد أن المتهم سيغدر به وسيتسغل الفرصة للانتقام منه، إذ وجه له طعنات غائرة على مستوى القلب تسببت له في جروح عميقة، أسقطته أرضا، إلا أن تأخر طاقم المستشفى في إسعافه عجل بوفاته. "نبيل" المشهود له بنبل الأخلاق والشيم العالية والجد والمثابرة في الدراسة بين الجيران والأصدقاء، كان يشتغل في أوقات الفراغ في مقهى لمد يد العون أسرته، كما كان يطمح للهجرة إلى الخارج لمساعدة أسرته الفقيرة وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمادية، خاصة وأن والدته أنهكها العمل كعاملة نظافة، إلا أن القدر شاء أن يقتل غدرا بعد تدخل بطولي لإنقاذ حياة شابتين حاول الجاني الاعتداء عليهما، وقد وري الثرى، عشية اليوم، في جنازة مهيبة حضرها أساتذته ومحبوه. يشار إلى أن العناصر الأمنية تمكنت من اعتقال الجاني بعد القيام بحملة تمشيطية بالمنطقة. وتشتكي ساكنة المدينة القديمة من المنحرفين والمتعاطين لأقراص الهلوسة بالمنطقة، الذين أضحوا يشكلون خطرا عليهم، حيث يتجولون هناك بدون حسيب أو رقيب.