كما في الأعوام المنصرمة ، في نهاية كل شهر مارس يستعد البعض للابحار في رحلة يطلق عليها '' كذبة أبريل '' و هي مناسبة تنتشر فيها 'سلوكيات' ما بين الأصدقاء و الاحباب ، بغرض المرح والمزاح ، و مع كل بداية ابريل يبدأ الترقب ، حذر لطيف و خوف من الاحراج ، وشك في كل صغيرة و كبيرة ، و في الغالب يطرح البعض أسئلة حول هذا اليوم ، لماذا الكذب في أول أبريل وما الذي أوصل هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم ، وهنا ذهبت أغلبية آراء الباحثين و المفكرن في مختلف دول العالم على أن "كذبة أبريل" هي بالأساس تقليد أوروبي قائم على المزاح، حيث يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق إشاعات أو أكاذيب، ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل". أعتقد أننا نعيش في المغرب اضافة الى كذبة أبريل ، كذبة من نوع خاص ، كذبة تتكرر عندنا كل خمس سنوات ، كذبة في الواقع يعرفها المغاربة جيدا ، و مع اننا نعرفها نصدقها ، و هنا لن اتكلم عن الجانب السياسي البحث لهذه العملية ، و لكن سنمر مرار الكرام على مخلفاتها الاجتماعية ، و من بين ابرز ما نشاهده في كذبة الخمس سنوات الرشوة، و التي اصبحت امرا عاديا يؤسس لثقافة السياسة بالمغرب ، فلا يمكن ان نتكلم عن انتخابات في المغرب بدون ان نربطها 'بالتدويرة' ، مبالغ مالية مهمة و في بعض الاحيان ضعيفة من طرف اناس نصبوا انفسهم ممثلين للشعب ، والسؤال اذا كانت 'القضية باديا مايلا' فكيف سنجني ثمار هذه الوسيلة التي تؤدي بنا الى ديمقراطية ، و هنا أتذكر القذافي حين شرحها بالديمومة على الكراسي ، و هذا بالذات ما نشاهده في جماعتنا الترابيا غالبا ، اعيان للمدن اصبح منطق ايراث الكراسي بينهم عادة ، و 'يعميك الله' اذا كنت شابا و تريد ان تترشح و تساهم في الاصلاح ، فسيظهر لك ' جنون الانتخابات ' ليتخلصوا منك بألاعيب باتت تعرف بينهم ، و مع كل هذا نأتي و نتحدث عن عزوف الشباب عن السياسة ، و نتحدث عن خبرة الشباب من اجل مناصب عالية ، فاذا لم نشرك الشباب اليوم و نهديهم زمام المسؤولية و نشد بايديهم كيف ستتمون هذه التجربة . أما على مستوى الممارسة الانتخابية، فتتراوح معالم الكذبات الانتخابية المرصودة بين الترحال الحزبي واستعمال الأموال والتدخل غير المبرر للسلطة والتلاعب في البطائق الانتخابية و استخدام الممتلكات العمومية ، و خنا حين يتم استقراء الشكايات والقرارات والأحكام الصادرة عن المجلس الدستوري والملاحظات المتضمنة بتقارير المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني المعنية تأتي متطابقة لتؤكد على أن هناك إجماعا عاما على استمرارية الممارسات التدليسية المرتكبة من طرف المرشحين عبر مختلف الاستحقاقات الانتخابية الجماعية . فهل يتقدم المغرب أم يتأخر في مجال دمقرطة اتخاباته المقبلة و محاربة فسادها الانتخابي ؟ كرنفال إحتفالي مشوب بكثير من محطات الفساد والخرق الإنتخابية في نواحي عديدة من مناطق المغرب ، هذه هي كذبة أبريل التي يجب ان نهتم بها ، و نطورها و نعالجها ، و نخلق آليات لنجد حلولا لها ، بدل الغوص في كذبات تافهة تعطلنا لقرون و قرون من أجل ان نحتسب على ' ولاد الوقت ' ، الحاصول شوفو لينا شي سوليسيون العشران .