عاش سكان الدواوير التابعة لجماعة زاوية أحنصال، يومي الخميس والجمعة الماضيين، حالة خوف وترقب، بسبب قوة التساقطات المطرية، والثلوج الكثيفة، والرياح القوية. وتسببت التساقطات الثلجية والأمطار الغزيرة في محاصرة سكان قبيلتي آيت عطا وآيت عبدي"، التابعتين لجماعة زاوية أحنصال، فعزلتهم عن العالم الخارجي، لأجل غير معلوم. وتضرر سكان آيت عطا من انقطاع طرق بوخادل، وأغنبو، وتيغيغيت، وتالمست، وتوجوضين، وكذا الطريق الرابطة بين تالمست وتولكيت، التي يعود تاريخ توقف صلاحية استعمالها إلى شتنبر 2008، ما ساهم في قطع الحياة التعليمية والعملية، ويتوجس المحاصرون حدوث إصابات مرضية مستعجلة أو وفيات، في ظل الحصار، وتدني درجات الحرارة. أما سكان قبيلة عبدي، الموزعون على دواوير إيميضار، وتافراوت، وزركان، وتيناتامين، فما زالوا يئنون تحت الحصار، منذ شهرين، بسبب الثلوج، التي غطت جبل كوسر، الذي يفوق علوه ألفي متر، وافتقار القبيلة إلى طريق معبدة، تربطها بمحيطها الخارجي. كما وجد سكان زاوية أحنصال أنفسهم محاصرين، بعد انقطاع طريق أزيلال- آيت محند- زاوية أحنصال، بسبب كثافة الثلوج، وانقطاع الطريق الجهوية رقم 302 غير المعبدة، الرابطة بين واويزغت، وتولكيت، وزاوية أحنصال. وتمر بهذه الطريق أودية إمينوارك، وأقنيارغيس، وأنسا، وإيكلي، وتاكورت، وإيمرزكي، إلى جانب طريق تيفريت نتودة أعلي، التي جرف العديد من أطرافها، بسبب توسع واد أحنصال. ينضاف إلى ذلك انقطاع الطريق بين جماعة واويزغت وأزيلال، عند نقطة عبور واد آيت حلوان، وواد أيت شيكر، ما ساهم في تشكيل مطلب ملح لدى السكان، عنوانه مد المنطقة بقناطر تراعي خصوصية المنطقة، وتعبيد الطرقات لفك العزلة. وتتميز هذه الطرق برداءتها الكبيرة، إلى حد الخطورة. وعانت "المغربية"، خلال عبورها مع بعض أبناء المنطقة، لحظات حرجة لاجتياز أودية هائجة، علقت بها سيارة رباعية الدفع أكثر من مرة، ما تطلب طلب تدخل بعض الرجال المحاصرين لمد يد المساعدة لجر السيارة بالحبال، مع انعدام خيار العودة إلى الوراء. وعاشت "المغربية"، أول أمس الخميس، لحظات صعبة، عاينت خلالها، عن قرب، المعاناة اليومية لسكان دواوير زاوية أحنصال، في صراعهم مع وعورة المسالك الجبلية، وتعقد التضاريس، والمخاطرة بحياتهم في عبور الأودية الهائجة بالمياه، والمحملة بالأحجار. وقال أحد أبناء القبيلة ل"المغربية" إن أغلب السكان في قبيلة آيت عبدي يعتمدون على الشاي والخبز في جميع الوجبات الأساسية، بعد أن نفذ مخزونهم من التموين الغذائي بسبب الحصار، وعجز المساعدات الغذائية، التي وزعت على كثير منهم عبر بواسطة مروحية، عن سد جميع احتياجاتهم، إذ أتلف كثير منها بعد إلقائها جوا من المروجية، فاختلطت مكوناتها، وضاع استعمالها، سيما أن هذه المساعدات عبارة عن سكر، وحليب معقم، وشاي، وسكر، وزيت. ويتخوف سكان الزاوية من أن ينفد مخزون حطب التدفئة، رغم أنهم تزودوا بكميات منه، منذ شتنبر الماضي، من الغابات المحيطة بهم. أما الحياة المدرسية في القبيلة فهي مضطربة، حسب تأكيدات أبناء المنطقة، منذ 3 سنوات، بسبب الافتقار إلى أطر تعليمية، التي تهرب من قساوة طبيعة المنطقة،خاصة في مدارس زركان، وتناتامين، وتافراوت، وإيميضار. المغربية سكان زاوية أحنصال حاصرتهم الأودية في غياب القناطر