زول "من يزرع الريح يحصد العاصفة" مثال ينطبق تماما على فريق رجاء بني ملال . العاصفة التي أصابت الفريق الملالي لها عنوان كبير و عريض هو النزول إلى القسم الوطني الثاني بعد موسم وحيد في البطولة الإحترافية. نتيجة أعلنت رسميا قبل نهاية المنافسات بدورة واحدة علما أن بوادرها لاحت منذ الدورة 24 حين انهزم فريق عين أسردون في دورتين متتاليتين أمام كل من شباب الريف الحسيمي (1-0) و النهضة البركانية (1-3) ، ثم تأكد ذلك في الدورة 27 أمام الفتح الرباطي (1-3) رغم انتفاضة طموحة لكنها عابرة فقط أمام الوداد البيضاوي (3-1) و الدفاع الحسني الجديدي (0-1) . العاصفة عنوانها النزول لكنه ليس سوى الشجرة التي تخفي الغابة، و الغابة هي ما خلفته هذه العاصفة/ الطورنادو من خسائر على المستوى التنظيمي للفريق و على مستوى تفاعلات مختلف مكوناته . فبعد الهزيمة القاسية أمام النادي القنيطري بحصة (4-0) اختفى المسيرون و انعزل اللاعبون و الطاقم التقني بعد منعهم من طرف بعض المحبين من إجراء التداريب بالملعب ليحولوا وجهتهم نحو ملعب صغير بمثابة رقعة لكرة المضرب بنادي الفروسية.فقام بعض المسيرين بوضع شكاية لذى وكيل الملك بمحكمة بني ملال مفادها أنه جرى تلاعب بنتيجة المباراة ضد النادي القنيطري من طرف بعض لاعبي الفريق ، و رددوا بأن شيكا بمبلغ 34 مليون سنتيم يوجد بحوزة أحد السماسرة يريد صرفه لفائدة اللاعبين المتورطين في "بيع المباراة" ، لكن الشكاية وضعت ضد مجهول فقط. قنبلة يقول مسيرون أخرون بأنها فقاعة فقط بهدف التنصل و التغطية على مسؤولية النزول.جمعيات المحبين و الألترات شنوا حربا على المسيرين و اعتبروا هذا الأمر وسيلة للهروب إلى الأمام و طالبوا بإقالة جميع أعضاء المكتب المسير و محاسبتهم على تدمير الفريق و توسيخ سمعته .قضية تنضاف إلى حادث إحراق شقة اللاعب نبيل كوعلاص قبل أسبوعين من طرف مجهولين و الذي اعتبره الجميع عملا إجراميا بعيدا عن التقاليد الرياضية الملالية، و لم يتم بعد فك طلاسيمه و القبض على الجناة . مشتعل هو الوسط الرياضي ببني ملال حيث اشتد اللغط من كل الجهات و حشدت السكاكين و تعالت الأصوات المطالبة برؤوس المسؤولين الذين كرسوا هروبهم بعدم حضور أي عضو من المكتب المسير في مقابلة الوداد الفاسي الذي تفوق بسهولة على الملاليين في غياب لاعبين رسميين( اسماعيل كوحا و زهير نعيم و مراد عيني و سعيد فضولي) بحصة ثقيلة (1-4) و عرقت المباراة احتجاجات كبيرة للجمهور الملالي الجريح الذي عبر عن غضبه بلافتتين كتب عليهما:"حلم ضائع بسبب مكتب متخاذل و لاعب جائع" و" أيام الماضي الجميل صنعها الرجال و اليوم توسخها أيادي الخونة" تعبيران شاملان لما يحسه الملاليون العاشقون لفريقهم و الذين ساهموا بشكل كبير في صعود الفريق الموسم الماضي إلى قسم الإحتراف و لم يدخروا أي جهد هذا الموسم في مساعدة الفريق لتحقيق إفلات من النزول لم يتم. و يعتبر الجمهور الملالي هو نقطة الضوء الوحيدة في المسار المظلم للفريق الملالي هذا الموسم . العاصفة المدمرة زرع رياحها المسيرون منذ بداية الموسم الذي انطلق باستقالة الرئيس حسن العرباوي و تفويض اختصاصاته لنائبه عبد الكريم الجويطي . مرحلة عرفت انهماك جزء من المسيرين في إعداد ملف الإحتراف و جزء أخر تفرغ لإنتداب اللاعبين . فعمت العشوائية و الإرتجال و شرع في التوقيع لمجموعة كبيرة من اللاعبين تبين فيما بعد بأن جلهم غير صالح للممارسة في البطولة الإحترافية و تعاقد الفريق مع المدرب عبد الرزاق خيري ثم تم الإنفصال و التعاقد مع فخر الدين رجحي . و سحب الرئيس التفويض من الجويطي ليسلمه إلى عبد الرفيع الكرومي ، بعدها عقد الفريق جمعا عاما استثنائيا اختتم بتحويل الكرومي من حالة التفويض إلى رئيس فعلي للفريق بعد ترشحه بمفرده . و ابتداء من تاريخه هبت الرياح العاتية لتشتت المكتب المسير بمقاطعة الرافضين أشغاله و تقلص الحضور إلى أقل من الثلث ، فلجأ الرئيس إلى التسيير الإنفرادي و في جل الأحيان بالهاتف فقط . و غرق الفريق في طواحين التدبير اليومي بدون أفق و بدون مخطط أو استراتيجية للإنقاذ . و أهمل الجانب التقني فترك المدرب فخر الدين يتخبط في مشاكله التقنية فختم مقاومته بالمغادرة بدون إذن و الإعتزال في بيته بدعوى المرض مطالبا بإقالته ليعجز المكتب المسير عن تلبية طلبه و يقرر تحويله إلى مدرب شبح مع تحميل المسؤولية إلى مساعده عادل كوار و هو غير مؤهل لها . فتوالت النتائج المخيبة مصحوبة بصراع كبير و مفتوح في المقاهي و التجمعات بين أعضاء المكتب الذي كان جزء منهم يتفرج من بعيد و جزء يرفض المشاركة لكنه ينتقد الرئيس و من معه إلى حد السب و القذف ، و جزء قليل بجانب الرئيس يدبر الأزمة في جو غير سليم و بدون أفق . فاستعان الرئيس ببعض المنخرطين لسد الفراغ و خاصة على مستوى التنظيم و إعداد المباريات داخل الميدان التي لم يحضرها قط وكذا مرافقة الفريق خارج الميدان. فاستشرت الفوضى و تمرد بعض اللاعبين على الفريق فتمت معاقبتهم بإنزالهم إلى فريق الأمل ، كما وقع قبل مباراة النادي القنيطري حيث التحق بعض اللاعبين بالقنيطرة بسياراتهم الشخصية ، و تم إبعاد لاعبين أخرين مع مواصلة تأدية أجورهم الشهرية. فريق ترقب بعض المتتبعين نزوله إلى القسم الأسفل منذ مدة بسبب الصراعات القائمة بين المسيرين و التي أدت إلى تعاقب أربعة رؤساء على المكتب في ظرف أربعة أشهر فقط و هو رقم قياسي ينفرد به فريق عين أسردون ليسجل في كتاب غينيس .واختتم الفريق البطولة بشكل محزن يثير الشفقة حيث أنهى مباراته ضد الوداد الفاسي بتسعة لاعبين فقط بعد طرد حارسه البديل محمد سيدي خويا إثر لمسه الكرة بيده خارج المربع في د74 و خروج اضطراري لكوليبالي إثر إصابته في الكاحل بعد استنفاذ التغييرات الثلاثة القانونية. نهاية حزينة على رقعة الميدان و نهاية كارثية على مستوى التسيير بهروب المدرب و المسؤولين من فريق كأنه أصابه الجرب ، ليحل الفراغ علما أن الفريق سيغادره جل اللاعبين الذين انتهت صلاحية عقودهم وكذا اللاعبون المعارون ليعود إلى حالة الصفر بدون مسيرين و بدون لاعبين . فراغ قررت جمعية ماتقيش فريقي إثارة الإنتباه إليه بتنظيم مسيرة احتجاجية يوم الإثنين من ساحة المسيرة نحو مقر الولاية .