بعد أن تآكلت و طالها الإهمال .. معاناة ساكنة « مركز دار ولد زيدوح » مع الطريق الرابطة بين المركز و الفقيه بن صالح الطريق الرابطة بين مركز دار ولد زيدوح ومدينة الفقيه بن صالح ، حوالي 30 كلم، عبارة عن شريط ضيق من الإسفلت، متآكل الجنبات والوسط، مثقب القارعة، لا يتسع لسيارة واحدة، فكيف له أن يسمح بمرور اثنتين، التجاوزات و التلاقي بين سيارتين يستحيل ما يدفع إحدى السيارتين للخروج الى القارعة أو التوقف لتمر الأخرى لتفادي الاحتكاك. يرجع تاريخ تعبيد هذه الطريق إلى بدايات الاستقلال، لكن حالتها المهترئة تعود بعابرها إلى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن الماضي، وكأن لعنة أصابت ما زالت تخيم على محيط المنطقة المهمشة والمنسية أصلا، لتستمر ، خارج الزمان و المكان والسياق التنموي، وتحول عيش الساكنة الى معاناة يومية مع أساسيات العيش و ضروريات الاستقرار. عابر هذا المسلك/ المأساة الذي، بالكاد يفك العزلة عن مركز دار ولد زيدوح الذي يضم أكثر من 40 ألف نسمة، لا تدع له الحفر أكثر من خيارين: أن يختار الأخف ضررا والأقل فتكا بسيارته، بين حفر وسط الطريق وحفر الجوانب،و إما أن يتجنب الوقوع فيها، من خلال لعبة مراوغة الحفر، فهي المغامرة المستحيلة غير مأمونة العواقب، لأن مساحة الحفر فيه تكاد تتفوق على مساحة ما تبقى فيه من إسفلت. هذه الطريق أو المسلك/ المأساة التي تربط بين مركز دار ولد زيدوح ومدينة الفقيه بن صالح لا يسلكها إلا مضطر، أو واصل رحم، أو طالب مصلحة لا طريق إليها غيرها، لأنه وعلى حد تعبير أحد سائقي الشاحنات الذي مر من هذه الطريق ، قال : « مررت وتجولت بأعتى طرق المغرب، و لم أرى مثل هذه الطريق» . إن في هذه المناطق يعيش سكان آدميون و مواطنون يؤدون ضرائب ،فعار أن ينتقص من إنسانيتهم و الاستخفاف بمواطنتهم ليظلوا يتنقلون بين مسالك بدائية لا تحمل من الطريق إلا الاسم.