تعيش مدرسة النهضة ببني ملال والتي تحتضن أكثر من 600 تلميذة وتلميذ على إيقاع الإحتجاجات المستمرة للأباء و الأطر العاملة بالمؤسسة بسبب عدم وجود عون نظافة و ذلك منذ انطلاقة الموسم الدراسي توجت بوقفة احتجاجية لهيئة التدريس بداخل المدرسة يوم الإثنين 11 فبراير 2013 تنديدا بالصورة التي أصبحت عليها المؤسسة والتي تعري حقيقة شعار "الجودة" الذي رفعته وزارة التربوية الوطنية من خلال ميثاق التربية و التكوين الذي عجز عن تحقيق أي إصلاح يذكر. "الحدث" زارت المؤسسة وعاينت الوضع المتعفن الذي أمست تتخبط فيه والتقت الأستاذة "حفيظة حيون" التي تشتغل بالمدرسة ذاتها والتي أكدت "أن حقيقة ميثاق التربية والتكوين عرَّاه المخطط الإستعجالي الذي تحكمت فيه خلفية مقاولتية مالية محضة و الذي فشل فشلا ذريعا في إنعاش و إخراج المنظومة التربوية من غرفة العناية المركزة، و أبشع ولادة تمخضت عن هذا المخطط الإستعجالي هو ولادة مؤسسات تعليمية في القرن الواحد والعشرين بدون أعوان نظافة". وفي لقاء جمعية أباء وأولياء تلاميذ مدرسة النهضة وأعضاء مجلس التدبير مع النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ببني ملال وعدهم بايجاد الحل وتعيين عون للنظافة في فاتح مارس المقبل ،مقترحا كحَلٍّ مؤقت صرف أتعاب منظفة مؤقتة من ميزانية مدرسة النجاح. وتبقى المؤشرات الأقوى على احتضار الحقل التربوي بالمغرب هو تقرير الأممالمتحدة للتنمية وتقرير البنك الدولي الصادر سنة 2008 حيث جاء النظام التعليمي في المغرب في المراتب المتأخرة على مستوى دول العالم- الرتبة 126 من أصل 177 بلدا ،والرتبة 11 من أصل 14 دولة عربية. وفي ظل هذا الوضع الذي آلت إليه أوضاع مدرسة النهضة سواء على مستو ى الحجرات الدراسية والمرافق الصحية و الساحة من حيث تراكم الأزبال في الساحة و انبعاث الروائح الكريهة و المقززة من المرافق الصحية رغم المجهودات التي يقوم بها الأستاذات و الأساتذة بين الفينة و الأخرى من خلال قيامهم بعمل مزدوج المتمثل في التنظيف و التربيه و التدريس و ذلك انسجاما مع القيم التي يغرسونها في نفوس الناشئة المتمثلة في حب الجمال و المحافظة على البيئة و الصحة، إضافة الى حملات النظافة التي يقوم بها تلميذات و تلاميذ المؤسسة كنوع من العمل التشاركي الهادف إلى محاولة انتشال فضائهم المدرسي من كارثة صحية و بيئية تتحمل مسئوليتها الجهات الوصية على القطاع في الإقليم. وأضافت الأستاذة حفيظة قائلة: "إن الحالة الصحية لبعض التلاميذ المرضى بالحساسية ازدادت تفاقما مما يضطرهم الى التغيب عن الدراسة والحرمان من حقهم المقدس في التربية و التعليم ". مؤكدة أن إدارة المؤسسة إلى جانب مجلس التدبير و جمعية أباء و أولياء التلاميذ قاموا بعدة اتصالات بالسيد النائب الإقليمي منذ شهر أكتوبر إلى تاريخ كتابة هذه السطور و كانت كل هذه الاتصالات لا تنتج إلا تماطلا و وعودا لا نلمس لها أثرا و من أجل انقاد المؤسسة فإن الأطر التربوية الى جانب جمعية أباء و أولياء التلاميذ مستعدون للقيام بكل الخطوات من أجل الحق في مدرسة نظيفة و بيئة سليمة للجميع" . وجلي بالذكر في الأخير أن مدرسة النهضة تتموقع في قلب المدينة تقتسم أيضا أسوارها مع جامعة المولى سليمان للأدب والعلوم الإنسانية ورغم هذا الموقع الإستراتيجي لاتزال تفتقر إلى مكتبة وإلى سقيفة تأوي الأطفال من قر البرد وحر الشمس خصوصا وأن جل التلاميذ الذين يدرسون بالمؤسسة يأتون من أحياء هامشية وبعيدة عن المدينة.