أضحت ساحة المهدي بنبركة الكائنة بحي المقاومة(الزرايب) بمدينة قصبة تادلة نقطة سوداءإذ أطلق عليها روادها المميزون اسما جديدا هو 36 بدل الاسم الذي اختاره المجلس البلدي للساحة وهذا التعديل بل التحريف ذو دلالة إيحائية كبيرة ،فالساحة أصبحت تستقطب أجيالا من المنحرفين وذوي السوابق الذين يمارسون هواياتهم الانحرافية المميزة في مختلف أركان هذا الفضاء في جو من الحرية والتسامح من قبل السلطات المحلية ، فالفضاء أضحى مرتعا حقيقيا لباعة المخدرات بكافة أصنافها ( الحشيش، الماحيا ...) بالليل وواضحة النهار، ولعب القمار إلى ساعات متأخرة من الليل مع مايرافقه من شجارات ومشادات عنيفة أصبحت صفة ملازمة لهذا الفضاء؛فأرجاء الحديقة التي تتوسط الفضاء وتزين أرجاءه تعمر يوميا بحلق يؤطرها أساتذة مبرزون في فنون الانحراف، يعرفون تلامذتهم ببطولاتهم وتجاربهم بلغة يطبعها الاعجاب والتفاخر بالمسارات الانحرافية خاصة إذا انتهت تلك التجارب والمسارات في غياهب السجون . هكذا إذن سمح بنمو فضاء لممارسة مختلف الأنشطة الانحرافية،في ظل صمت الأجهزة المسؤولة وتغاضيها عن الحراك الذي تعرفه الساحة التاريخية ، فمتى تتحرك هذه الأجهزة في شجاعة لاختراق هذا الفضاء وتصفية جنباته من فلول المنحرفين الذين يتناسلون يوما بعد يوم تناسل البكتريا الذين يشوهون صورة الساحة ويقلقون ساكنتها ومرتادي حديقة المهدي بنبركة.