رغم التقدم الكبير الذي حققته التكنولوجيا في مجال صناعة الساعات و الهواتف النقالة و المنبهات المختلفة الأشكال و الكثيرة الامتيازات حيث أصبح الصائم قادرا على الاستيقاظ متى شاء تحت أنغام مختلفة و بإيقاعات ترتفع و تصخب حتى توقظ حتى من كان في سبات عميق ، رغم كل ذلك لا تزال أسر و أحياء مدينة القصيبة وفية للمسحراتي الذي ارتبط اسمه في المدينة بعائلة عزي التي واظبت على إيقاظ الصائمين إلى السحور على مدى عقود من الزمن.. ما أن تتجه عقارب الساعة إلى الساعة الثانية و الربع حتى يتأبط المسحراتي مصطفى عزي قبله و يشرع في قرعه و تقريعه متجولا بين مختلف أحياء المدينة يكسر أجواء الصمت المخيمة على المنازل و يدعو الصائمين إلى الاستيقاظ لتناول وجبة السحور و بين الفينة و الاخرى يستوقفه الشباب السامر في جنبات الأزقة لتسمعيهم مقطعا موسيقيا بآلة الطبع لينصرف إلى الأحياء الأخرى متبوعا بعشرات الأطفال ممن تستهويهم نغمات الطبل . ورثت المهنة عن والدي رحمه الله يقول مصطفى عزي و هي المهنة التي مارسها والدي على مدى خمسين سنة في ظروف صعبة حيث كان يجول أحياء المدينة على ضوء فانوس يحمله الأطفال و الشباب المعجبون بإيقاعات الطبل و تهاليله الجميلة ، و كان السكان اعترافا بجميله في إيقاظهم للسحور إذ كان توفر الأسرة على منبه ترفا و غنى قلما توفر لسكان المدينة ، فكانوا يخصونه بمختلف الهدايا و كانوا يمنحونه زكاة الفطر ابتداء من نهار ليلة القدر في جولات كان يقوم بها على دابته في مختلف الأحياء التي كان يمر منها .