«نبكر صباحا لقطع خمس كيلومترات في الحد الأدنى إلى مكان يدعى أكرض نواضو، ثم علينا انتظار شاحنة علَها تكون قادمة من أنركي في اتجاه تاكلفت، وهو ما قد يمتد لساعات، ومن تاكلفت نستقل سيارة أجرة في اتجاه جماعة بوتفردة، عبر مسار دائري يمر بأربعاء أوقبلي، فبنشرو، فبونوال، فناوور، ثم تيزي نسلي وصولا في الأخير إلى جماعة بوتفردة، أي ما يربو على 133 كلم»، يقول مواطن من آيت عبدي تنكارف قبل أن يضيف شارحا: «إذا احتسبنا مصاريف التنقل والتغذية بتقشف كبير فإن مبلغ الحصول على نسخة من عقد الازدياد يصل 200 درهم دون احتساب يوم العمل الذي ضاع، مع العلم بأن هذه الرحلة تستغرق من الفجر إلى غروب الشمس». المواطن خلا كان يتحدث إلى قافلة تواصلية نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان ببني ملال مؤخرا أثناء زيارتها لسكان آيت عبدي نتينكارف، عن معاناة المواطنين من أجل حصولهم على وثائقهم الإدارية شارحا أسباب رفعهم شكاية مذيلة بأزيد من 43 توقيعا، يحتجون من خلالها على «حرمان بعضهم من كناش الحالة المدنية، وعدم تسجيل أبنائهم بالنسبة إلى الآخرين، رغم طلباتهم المتكررة والإجراءات الإدارية التي سلكوها، على حد قولهم، لدى كل من جماعة بوتفردة وقيادة تيزي نسلي». سكان آيت عبدي نتينكارف الذين قامو ب «مسيرة الجوع» أثناء حصار الثلوج في بداية شهر فبراير الماضي واستمروا في اعتصام أمام مقر ولاية جهة تادلة أزيلال ببني ملال دام 15 يوما، سبق لهم أن عبروا عن حرمانهم من الوثائق الإدارية وما يخلفه ذلك من آثار سلبية على مصالحهم ومستقبل أبنائهم الذين يحرمون من الدراسة. السكان كانوا قد تلقوا وعدا من ولاية الجهة بشق الطريق إلى الدوار، حيث أكدت مصادر من آيت عبدي نتينكارف ل«المساء» أن الأشغال بدأت بها منذ ما يناهز الشهر إلا أنها مازالت بطيئة، في حين لم يتم تنفيذ وعد إنجاز دراسة للشروع في تشييد قنطرة وادي عطاش، التي سبق أن أعلن عضو من المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف عن تبنيها»