على بعد 7 كيلومتر من وسط مدينة بني ملال وبعد منتزه عين أسردون ب ثلاث كيلومترات في اتجاه جبل تاصميت ببني ملال يصادفك مسجد جميل شيد على مساحة 400 متر مربع ،بجانبه بيت متواضع يسكنه شيخ ضرير يبلغ من الكبر عتيا يحمل شرفا معنويا وسط سكان بني ملال ، الشيخ موحا وعلي بنجعا البالغ من العمر 92 سنة كفيف يروي قصة مسجد هدمته السلطات قبل أن يأمر ببنائه الملك محمد السادس . "كنت أجلس في هذا المكان الذي ترون فترجل الملك محمد السادس من سيارته واقترب مني وقال لي "هل من طلب تريد أن أحققه لك؟" أجبته " أريد أن تأمر السلطات بتسهيل بناء مسجد لنا بعدما هدموه ،لا أملك طلبا شخصيا إلا هذا الطلب " يقول الشيخ الضرير قبل أن يضيف " ذهب الملك إلى حال سبيله وبعد ساعة من الزمن جاء الوالي ورجال السلطة وقال لي أحدهم ماذا طلبت من الملك ،أجبته لم أطلب شيئا طلبت مسجد ،فأجابني لقد تحقق طلبك ونحن هنا لاجراء دراسة وتصميم للمسجد ،وفي الغذ كانت الأشغال قد انطلقت في مسجد هدمه القائد وأمر ببنائه الملك ". عدد منازل "تفرضين" في الطريق إلى "تمرجرت" أو قمة "تاصميت" يبلغ حوالي 46 مسكنا،"محرومون من الصلاة لأن أقرب مسجد من هنا يبعد بأكثر من ستة كيلومترات وتزداد معاناتنا في شهر رمضان وأثناء موسم الشتاء ،لذلك كان يستحيل علينا أداء هذا الواجب الديني كما نتمنى"، يحكي محماد أحد سكان "تفرضين " ،قبل أن يضيف " تبرع لنا خالي موحا بأرض لتشييد مسجد قبل أربع سنوات وباشرنا الإجراءات الإدارية وشرعنا في البناء قبل أن يفاجئنا القائد وأعوان السلطة ويهدموا أساس المسجد ويصادروا أدوات البناء وكبدونا خسائر لا قبل لنا بها فاضطررنا للصلاة في العراء ونصب أكواخ من القش في فصل الشتاء لأداء صلاة التراويح في نفس المكان الذي تبرع لنا به خالي موحا بن علي ". مصدر من جماعة فم العنصر قيادة تاكزيرت التي تدخل المنطقة ضمن نفوذها الترابي ،أكد ل"المساء" في معرض دفاعه عن "قرار السلطات بهدم المسجد لأنها تخوفت من أن يتحول المسجد إلى مكان لتجمع بعض أتباع السلفية من مناطق أخرى"،وهو اتهام يرفضه السكان بشدة على لسان محماد الذي قال "هم يعرفون قبل غيرهم أن هؤلاء السكان ناس بسطاء ولا علاقة لهم بأي أحد، ومشغولون برعاية أغنامهم او الاشتغال في تكسير الأحجار في المقالع الجبلية، وسيدنا أنصفنا عندما أمر ببناء المسجد ". قصة الشيخ الضرير موحا بن علي وبناء المسجد تناقلتها الألسن وسط بني ملال وبالمدن المجاورة برهانا على عفة شيخ ضرير،فضل بناء مسجد على طلب شخصي هو في أمس الحاجة إليه،مقابل تسابق لعديد من المواطنين بكل المناطق التي كان يرتادها الملك محمد السادس أثناء زيارته السنة الماضية لمدينة بني ملال للظفر بمقابلة الملك وتسليمه طلب الحصول على "كريمة "أو وظيفة أو منزل . المسجد اليوم انتهت الأشغال به وبعض السكان يقولون أنهم ينتظرون وصول الماء لمنطقة تفرضين بدل الحاويات التي توزع الماء على السكان ومواشيهم ،ينتظرون ربط المنطقة بالماء الصالح للشرب لاستقدام الفقيه وأمر السلطات بفتح المسجد . في انتظار ذلك تتناقل الألسن بمدينة بني ملال وعدا من الملك محمد السادس بأن يكون أول المصلين مع الشيخ موحا بن علي أثناء افتتاحه ،وهو الوعد الذي ينتظره الشيخ ،فهل يحقق الملك أمنية الشيخ الضرير وهل يمهل العمر مرض الشيخ وثقل السنين حتى يحقق حلمه بالصلاة في مسجد اعتبر تشييد بمثابة الحج الذي لم تسعفه شيخوخته ومرضه وقلة ذات اليد في تحقيقه .