وصفت مسؤولة الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس المناطق التي زارتها في حي بابا عمرو في مدينة حمص بانها" مدمرة بالكامل". واوضحت آماندا بيت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانشانية في الاممالمتحدة إن آموس، التي زارت الحي الاربعاء وتجولت فيه نحو ساعة، قالت إن الحي بات خربا بسبب القصف الذي تعرض له أخيرا وشبه خال من السكان. وتعتبر فاليري آموس اول مسؤول دولي كبير تزور بابا عمرو منذ اقتحام القوات السورية له الاسبوع الماضي بعد شهر من الحصار والقصف. واضافت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس "قالت ان الامن مشكلة واضحة وانهم سمعوا اطلاقا للنار وهم هناك". وقالت آموس إن زيارتها تهدف إلى حث كل الأطراف على السماح لفرق الإغاثة بالدخول دون عراقيل كي تتمكن من إجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقا تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو الأكثر تضررا في مدينة حمص. ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم اللجنة إن معظم سكان الحي غادروه بالفعل إلى مناطق أخرى توجد بها فرق المنظمة. وكانت فرق الإغاثة تنتظر منذ يوم الجمعة لدخول الحي وهو الطلب الذي رفضته السلطات السورية ل"دواعي أمنية". ولم ترد أنباء عن نوع المساعدات الغذائية والطبية التي نقلها موظفو الهلال الاحمر معهم. وقد فرضت السلطات السورية طوقا امنيا على حي بابا عمرو على مدى الايام الستة الماضية ولم تسمح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول بدعوى ان ذلك يشكل خطرا امنيا علي حياتهم. الا ان نشطاء يتهمون الحكومة بالقيام بمحاولات لاخفاء الاعمال البشعة التي ارتكبتها قوات الامن ضد المعارضين، على حد قولهم. ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن طارق بدرخان وهو من النشطاء السياسيين قوله " انهم لم يسمحوا بدخول اي شخص لمدة اسبوع والان يسمحون لهم؟ .. ببسالطة : لقد انتهوا من جرائهم واخفوا كل الدلائل. والان يعتقدون ان بامكانهم ان يظهروا ان كل شيء طبيعي". واوضحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة "لايجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل". وكانت آموس قد أجرت محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الأربعاء قبل أن تتوجه بصحبة مسؤولي الصليب الأحمر إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الإنسانية. وأعلن وزير الخارجية السوري التزام بلاده بالتعاون مع البعثة الدولية بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وأكد المعلم خلال استقباله آموس "التزام سوريا بالتعاون مع البعثة فى اطار احترام سيادة واستقلال سورية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية". كما نقلت الوكالة عن المعلم قوله إن "القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين رغم الاعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التى تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا". في غضون ذلك، التقى المعلم المبعوث الصيني لي هوا شين لبحث رؤية بكين ذات النقاط الست لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وقدم شرحا لتلك الرؤية. وعبر المعلم عن ترحيب بلاده بالرؤية الصينية واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأممالمتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا. من جانبه أكد المبعوث الصيني رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية. وأوضح أن الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة معربا عن رفض بكين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل بالشؤون السورية تحت أي ذريعة. كما التقى المبعوث الصيني بقادة المعارضة السورية في الداخل لايجاد صيغة للحوار بين الاطراف السورية بعيدا عن العنف. من ناحية أخرى دعت الصين مواطنيها الذي يعملون في سوريا لترك الأراضي السورية جراء العنف المستمر هناك، وقال وزير التجارة تشين ديمنغ ان حوالي مئة عامل سيبقون في سوريا لتامين مناطق العمل والمعدات. في غضون ذلك، افادت تقارير بشن قوات الامن لعمليات عسكرية في مدينة دير الزور وانتشار للدبابات في وسط واطراف منطقة حيراك في درعا. ويقول الناشطون إن اسرة كبيرة من ستة عشر فردا من بينهم رضيع في عامه الاول ذبحوا بسكاكين في منزلهم. لكن قناة تلفزيونية مقربة من النظام السوري قالت ان مسلحين معارضين هم من قتلوا الاسرة. من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8500 شخص قتلوا في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف ماسر / اذار الماضي. وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة عن ضحايا العنف في سوريا تتحدث عن مقتل أكثر من 7500 منذ اندلاع الاحتجاجات.