يعتبرها علماء الأورام الوحش الأسود. نحن نتحدث عن سرطانات الثدي السلبية ثلاثياً التي من الممكن التخطيط للقضاء عليها نهائياً، قريباً. يجري وصف هذا النوع من سرطانات الثدي بالسلبي ثلاثياً كونه خال من الأهداف الثلاثة الكلاسيكية التي بإمكان الأدوية مهاجمتها، وهي مستقبلات الهرمونات الاستروجينية والبروجيستينية عدا عن مستقبلة "هير 2" (Her 2)، التي تستهدفها الأدوية الجديدة الذكية. ان المقاومة الثلاثية لهذا النوع من سرطان الثدي تجعل من الصعب السيطرة عليه. لذلك، فان الحل الوحيد اللجوء الى العلاجات الكيماوية الكلاسيكية. بفضل تعاون بين فرق الباحثين، بايطاليا(معهد السرطانات بمدينة ميلانو) وبريطانيا(كينغز كوليدج بلندن) وأميركا(معهد الأبحاث السرطانية بدالاس)، يوجد اليوم دواء في مرحلته الاختبارية يدعى "مثبط بارب" (Parp-inhibitor). يذكر أن "بارب" مختصر مفيد للإشارة الى إنزيم مهمته تصليح أضرار الحمض النووي. من جانبهم ، يتوقف الباحثون الإيطاليون للقول ان هذا السرطان السلبي ثلاثياً ينمو بسرعة، وهو شرس للغاية ولا يفسح الأمل للعيش طويلاً لدى المرأة. ومع أنه نادر الحصول إلا أنه يستأثر ب15 في المئة من جميع السرطانات التي تستهدف الثدي. يذكر أن السرطانات السلبية ثلاثياً ترث حصة من أنواع سرطانية مألوفة مرتبطة بتشوهات تطرأ على جينين، هما "بي ارس ي آي 1" و"بي ارس ي آي 2"، يتداخلان في القدرة على التصليح، لدى الحمض النووي، داخل الخلايا السرطانية. في حال "تملكت" الخلايا السرطانية القدرة على "التصليح الذاتي" فإنها تضحي كذلك مقاومة للعلاجات الكيميائية كافة. بواسطة تحديد الإنزيم-المفتاح في عمليات تصليح الحمض النووي، أي "بارب"، تمكن الباحثون من هندسة أدوية جديدة تستهدف عنصر جديد هو مثبطات هذا الإنزيم، القادرة على شل الأخير وإذن وقف نمو السرطان. تعطي مثبطات إنزيم "بارب" مفعولها لدى دمجها بأدوية أخرى، تم استعمالها في الجلسات الكيماوية قديمة العهد، كما دواء "سيسبلاتين" أم "سيكلوفوسفاميد".