تجنب التدخين والكحول وتناول الطعام الصحي، وممارسة الأنشطة الرياضية كلها إجراءات وقائية نعول عليها في حمايتنا من السرطان. وقاية تمر أساسا عبر تغيير عاداتنا وسلوكاتنا اليومية. لكن، الأدوية أيضا يمكنها أخذ موقع هام في هذه الوقاية، على الأقل فيما يخص أورام الثدي السرطانية. فقد أكد فريق بحث طبي عالمي أن علاجا هرمونيا بواسطة الإكزيمستين وبالضبط عقار «اروماسين» يسمح بتخفيض أمكانية الإصابة بالسرطان بنسبة 65 ٪. وقد تم الإعلان عن نتائج هذا البحث الذي هم 4560 امرأة في سن اليأس نهاية الأسبوع الماضي خلال أهم مؤتمر عالمي حول السرطان بشيكاغو والذي تنظمه الجمعية الأمريكية للأنكولوجيا الطبية ويجمع سنويا كبار خبراء السرطان حول العالم. ويسجل سنويا 1.3 ملايين حالة جديدة من سرطان الثدي حول العالم، في حين تموت نحو 500 ألف امرأة نتيجة لإصابتها بهذا المرض. وتعد بعض النساء أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بسبب طفرة جينية من BRCA1 أو BRCA2 أو بسبب عوامل أخرى مثل وجود تاريخ مرضي عائلي، أو التقدم في السن، أو أمراض حميدة في الثدي.. لكن باستثناء المراقبة الصارمة والجادة هناك القليل فقط من الحلول الوقائية المقترحة على هؤلاء النساء. ويعد استئصال الثدي جراحيا أحد الحلول المتطرفة والتي توجه فقط للنساء اللواتي يتبين وجود طفرات جينية لديهن مما يجعلهن معرضات بقوة لسرطان الثدي. النتيجة التي توصل إليها البحث الجديد قد تكون أملا يشرق في حياة آلاف بل ملايين النساء حول العالم. فقد قام البروفسور بول غوس المعد الرئيسي لهذه الدراسة باختبار نوع آخر من مضادات الاستروجين وهو الاكيزميستان. وبالنسبة للنساء في سن اليأس تعد هذه الجزيئات علاجا هرمونيا لمنع تكرار الاصابة بسرطان الثدي وقد أثبتت أنها أكثر فعالية وأقل سمية من تاموكسيفين، وبالتالي شكل فكرة لبحث جديد يهم الوقاية الأولية من سرطان الثدي بالنسبة للنساء اللواتي لديهن استعداد قبلي للإصابة. وأشار الدكتور بول غوس إلى أن « هذه هي الدراسة السريرية الأساسية الأولى منذ 10 سنوات والتي تتناول الوقاية من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي». وأضاف خلال مؤتمر صحافي « يمكن اعتبار «إيكزيمستان» كخيار جديد للوقاية من سرطان الثدي لدى عدد كبير من النساء». والدراسة السريرية المصنفة كمرحلة ثالثة هي الأولى التي تقيم فعالية أحد مثبطات إنزيم «أروماتاز» (الذي يسمح بتحول هرمونات الأندروجين إلى إستروجين) في وقاية نساء سليمات يظهرن على أقل تقدير احتمالا واحد للإصابة بالمرض بعد انقطاع الطمث لديهن. وقد شملت هذه الدراسة السريرية 4560 امرأة انقطع الطمث لديهن في الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا، كما كان يسجل لديهن على أقل تقدير احتمال واحد من الاحتمالات الأساسية للإصابة بسرطان الثدي أو لمعاودة المرض.. على سبيل المثال أن يبلغن الستين أو أكثر، أو أن يكن قد عولجن سابقا وبنجاح من ورم في الثدي. وقد تم تقسيم العينة إلى مجموعتين. وفي حين تناولت المجموعة الأولى من هؤلاء النساء عبر الفم عقار «أروماسين» عبر الفم، تلقت المجموعة الثانية في المقابل دواء وهميا. وقد أوضح غوس أن مثبطات الإنزيم المشكل للاستروجين مثل «أروماسين» هي في الوقت نفسه أكثر فعالية وأكثر أمانا من مضاد الأستروجين «تاموكسيفين»، العلاج الهرموني لسرطانات الثدي المعتمد منذ ثلاثين عاما. وحسب بعض الأبحاث فإن عقار َ«تاموكسيفين» الذي يعمل بطريقة مختلفة مقارنة مع «أروماسين» من خلال شل الإستروجين الذي سبق وتشكل، قد يتسبب بسرطان في الرحم أو بتجلطات دموية.. الأمر الذي يمنع نحو 4% من النساء من استخدامه. وفي ما يتعلق بالآثار الجانبية الشائعة التي تم تسجيلها مع «أروماسين»، تبين أن العقار قد يتسبب في التعب والهبات الساخنة وآلام في المفاصل. وكان قد تم التصديق على «أروماسين» كعقار للسرطانات المتقدمة في الثدي لدى نساء سبق أن عولجن بواسطة «تاموكسيفين». عن لوفيغارو