قال ناشطون وسكان إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 15 محتجا الجمعة عندما استخدمت الذخيرة الحية في عدة مدن لتفريق محتجين يطالبون بالاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة رئيسية للناشطين إن لديها اسماء 14 مدنيا قتلوا في مدينة حمص وبلدة الكسوة جنوبدمشق وحي برزة في العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن محتجا قتل أيضا في بلدة القصير غرب حمص على الحدود مع لبنان. وخرج عشرات الآلاف من المحتجين السوريين إلى الشوارع مطالبين بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ما أطلق عليه 'جمعة إسقاط الشرعية '. وقال شاهد عيان عبر الهاتف إن عدة آلاف من المحتجين في ضاحية اربين بدمشق رددوا الجمعة هتافات تقول إن الأسد أصبح بلا شرعية. وسمعت الشعارات عبر الهاتف. وطردت سورية معظم الصحافيين الأجانب. وقال التلفزيون الحكومي السوري إن مسلحين أطلقوا النار على قوات الأمن مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ضابط وعدد من أفراد قوات الأمن في برزة. وعزز الاتحاد الاوروبي الجمعة الضغوط على النظام السوري عبر التشكيك بشرعيته بسبب القمع 'المثير للاشمئزاز' الجاري وفرض عقوبات على قادة في الحرس الثوري الايراني متهمين بمساعدة دمشق. وقال القادة الاوروبيون في مسودة بيان مشترك سيتم تبنيه منتصف نهار الجمعة بمناسبة قمة في بروكسل ان 'النظام يقوض شرعيته (...) باختياره القمع بدلا من تنفيذ الوعود باصلاحات واسعة قطعها بنفسه'. وتشكل هذه الصيغة تصعيدا في ادانة دمشق من قبل المسؤولين الاوروبيين. واضافت مسودة البيان الذي وافق عليه كبار الموظفين واطلعت عليه وكالة فرانس برس ان 'المسؤولين عن الجرائم واعمال العنف التي ارتكبت ضد مدنيين سيحاسبون على افعالهم'. وعبر القادة الاوروبيون ايضا عن 'ادانتهم باكبر قدر من الحزم للضغوط التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه واعمال العنف غير المقبول والمثيرة للاشمئزاز التي ما زال يتعرض لها'. واعرب القادة كذلك عن 'قلقهم البالغ' حيال 'العمليات العسكرية السورية في جوار الحدود التركية، في قرية خربة الجوز'. وفي الوقت نفسه دخلت سلسلة ثالثة من العقوبات ضد سورية حيز التنفيذ الجمعة. وقالت الولاياتالمتحدة التي تفرض كذلك عقوبات تستهدف مسؤولين سوريين إن ما يتردد عن تحرك سورية لمحاصرة واستهداف بلدة خربة الجوز التي تبعد 500 متر فقط عن الحدود مع تركيا يمثل تطورا جديدا مثيرا للقلق. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون 'ما لم تضع القوات السورية على الفور نهاية لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الان تؤثر على مواطنيها وحدهم بل وتهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة.' وتسبب قمع الاحتجاجات في سورية في أزمة في علاقة الأسد مع تركيا التي أصبحت الآن أكثر انتقادا له. وقالت كلينتون إنها بحثت الوضع مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقش الأمر هاتفيا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال داود أوغلو إن اردوغان سيتحدث مع الأسد في وقت لاحق الجمعة. وأجرى داود أوغلو اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري وليد المعلم الخميس واستدعت أنقرة السفير السوري مما يعبر عن القلق المتزايد في تركيا. وزار ثاني أكبر قائد عسكري في الجيش التركي قرية جويتشتشي التركية الحدودية لتفقد النشر الجديد للقوات. وقال داود أوغلو الجمعة في تخفيف على ما يبدو لانتقادات أنقرة إن خطاب الأسد تضمن 'عناصر إيجابية مثل إشارات إلى الإصلاح' مضيفا أن من المهم أن تتحقق هذه من خلال 'خطوات ملموسة'. ولم تتسن رؤية سوى عدد قليل من الجنود السوريين عند الحدود الجمعة بعضهم كان يحتل مبنى بارزا على قمة تل يطل على الحدود قبالة قرية جويتشتشي مباشرة. وأمكن أيضا رؤية ثلاثة جنود سوريين عند موقع مدفع آلي محاط بأجولة من الرمال نصب على سطح منزل في قرية خربة الجوز السورية الحدودية. وبدت المخيمات على الجانب السوري من الحدود مهجورة تماما ولم يشاهد لاجئون آخرون يعبرون الحدود. وصعدت الولاياتالمتحدة من حدة لهجتها ضد الأسد على نحو مستمر قائلة إنه يفقد المصداقية ويتعين عليه إما تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها أو أن يتنحى جانبا. وتزايدت الاحتجاجات في المناطق الشمالية على الحدود مع تركيا بعد هجمات الجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب إلى الغرب من حلب والتي أدت إلى فرار أكثر من عشرة آلاف شخص عبر الحدود السورية مع تركيا التي تمتد 840 كيلومترا.