قضت هيأة الحكم باستئنافية بني ملال، الأسبوع الماضي، بالحبس النافذ لمدة سنة في حق المتهمين في ملف صراع قبيلتين بمنطقة «إمغال» بجهة تادلا أزيلال على أرض فلاحية. أدانت محكمة الاستئناف الابتدائية ببني ملال، الخميس الماضي، متهمين بالضرب والجرح المفضي إلى الموت، كانا رهن الاعتقال الاحتياطي بسنة حبسا نافذا لكل منهما، في حين قضت ببراءة ستة آخرين في الملف نفسه لعدم ثبوت الأدلة مع نقض الحكم من طرف الوكيل العام للملك لخطورة الملف وحساسيته. ويتعلق الأمر بثمانية متهمين أوقفتهم مصالح الدرك الملكي على خلفية الصراع الدموي الذي نشب بين قبيلتين متجاورتين اختلفتا حول شرعية مرعى «إمغال» الذي تتماس حدوده بين إقليمي أزيلال وميدلت وبالضبط منطقة إملشيل. وأفادت مصادر مطلعة، أن الصراع بين القبيلتين أفضى إلى وفاة الضحية «احماد أوزروك» متزوج وأب لأربعة أطفال، يتحدر من قبيلة آيت داوود أوعلي بمنطقة تاكلفت بدائرة واويزغت إقليم أزيلال، إذ تلقى ضربات قاتلة بواسطة حجر في رأسه بعد أن باغته أفراد القبيلة المنافسة، مع إصابة أفراد آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ونظرا لخطورة الموقف، تدخلت عناصر الدرك الملكي مستعينين بمروحية نظرا لصعوبة المسالك الجبلية ونزع فتيل صراع دموي تأجج بمقتل الضحية «احماد» الذي كان يرعى قطيعه في مرعى أمغال الذي تدعي كل قبيلة أنه ينتمي إلى مجالها الترابي. وبعد عملية تمشيطية للمنطقة، أوقفت مصالح الدرك ثمانية أفراد من قبيلة آيت عبدي ألغازي المتحدرين من جماعة إملشيل بإقليم ميدلت للاشتباه في قتلهم الضحية وإصابة رفاقة بجروح خطيرة. وعلمت «الصباح» من مصادر مطلعة، أن ذوي الحقوق من عائلة الضحية وكذا أفراد قبيلته اعتبروا الحكم الصادر في حق المتهمين الثمانية مجانبا للصواب، ما دفعهم إلى تنظيم مسيرة احتجاجية إلى عمالة إقليم أزيلال للتنديد بالحكم الصادر والدعوة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادة الاعتبار إلى أسرة الضحية وقبيلته التي فقدت أحد أفرادها. وعند استقباله للمحتجين الثلاثاء الماضي، أكد عامل الإقليم علي كنوشي أن المغاربة قاطبة يعيشون في ظل دولة الحق والقانون، وأن القضاء أخذ مجراه في ملف مرعى « إمغال» وأن للحكم الصادر في حق المتهمين أسبابا ومبررات ارتكز عليها القاضي. وللتخفيف من غضب المحتجين، تقول مصادر مطلعة، اتصل العامل بوكيل الملك بمحكمة الاستئناف الذي عقد لقاء ثانيا مع عائلة الضحية وأوضح لهم دواعي صدور الحكم في قضية الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة. وكان صراع دموي حول مرعى إمغال نشب بتاريخ 24 يونيو من السنة الماضية بين قبائل آيت داوود أوعلي المنتمية جغرافيا إلى تاكلفت دائرة واويزغت إقليم أزيلال وقبيلة آيت عبدي ألغازي المحسوبة ترابيا على قيادة إملشيل إقليم ميدلت ما نجم عنه وفاة الضحية «احماد أوزروك» بعد أن كان أفراد القبيلة يتوعدونه لأنه كان، حسب قولهم، يعتدي عليهم ويسيء إلى سمعتهم باعتراض سبيل نسائهم.