أكد وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق أنه من الصفات الاساسية التي يجب أن تتوفر في المواطنين الذين يتم اختيارهم ليكونوا أعضاء في المجالس العلمية المحلية تشبتهم بالسلوك الحسن قولا وفعلا ، والتزامهم بثوابت ومقومات الامة ، فضلا عن تكوينهم المعرفي بشؤون الدين . وأوضح السيد التوفيق ، في كلمة توجيهية ألقاها اليوم الجمعة 26 نونبر بمقر عمالة الفقيه بن صالح خلال حفل تنصيب رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي للإقليم الفتي ، أنه يتعين على العلماء والائمة أن يكونوا نبراسا في السلوك القويم وقدوة في العمل الجاد لتبصير الناس بكل ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم . وأشار إلى أن المملكة المغربية المغربية حباها الله سبحانه وتعالى بفضائل كثيرة ، فوجب على أهلها المحافظة عليها ومن بينها إمارة المؤمنين التي تقوم بأمر شرعي واحد يتمثل في العمل على قضاء حاحيات العباد وضمان أمنهم دينيا ودنيويا ، استنادا إلى مبدأ البيعة القائمة بين أمير المؤمنين ورعاياه في مختلف أنحاء البلاد . وذكر أن تنصيب رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح ، جاء بعد إحداث هذا الاقليم الفتي ، لينهض علماء هذه المنطقة برسالتهم في تنوير المواطنين بشؤونهم الدينية ومعاملاتهم الدنيوية ، داعيا أعضاء المجلس إلى التقرب من المواطنين وكمساعدتهم على القيام بأعمال الخير والتصدي بقوة لكل أشكال الانحراف عن الطريق السوي خاصة في أوساط الشباب . وقال السيد الوزير ، في هذا السياق ، أن الاجتهاد مطلوب في كل عمل من أعمال المجالس بشرط أن يكون في المصلحة العامة وأن لا يخرج عن ثوابت الامة ، مع الاستماع إلى قضايا المواطنين عملا بدعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إحدى خطبه بمدينة الدارالبيضاء سنة 2004 بأن لا تكون المجالس العلمية عبارة عن جزر مهجورة ومنغلقة على نفسها . وأكد أن إنشاء المجالس العلمية المحلية ليس بدعة جديدة بقدر ما هي إحياء لمشيخة العلماء التي كان يتواجد بها في كل عصر من العصور السابقة ومنذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، علماء وأئمة يفتون الناس في أمورهم الدينية والدنيوية لما فيه صالح الامة حاضرا ومستقبلا . ومن جهته ، ذكر الكاتب العام للمجلس العلمي الاعلى السيد محمد يسف أن إحداث المجالس العلمية ضرورة ملحة لتأطير الائمة والعلماء لجعلهم قادرين على القيام بمهامهم على أحسن وجه ، وحماية المساجد التي لعبت عبر التاريخ دورا دينيا واجتماعيا . وأوضح أن صاحب الجلالة قرر إعادة تهيئة الوظيفة الدينية بإعطاء الائمة كل الوسائل والاليات التي تجعلهم قادرين على القيام بمهمة الامامة وخدمة الجماعة في كل ما يتعلق بحياتها الدينية والاجتماعية والتقرب من المواطنين وتفقيههم في شؤون دينهم حتى لا يخرجوا عن ثوابت الامة وعن القيم التي أجمع عليها أهل السنة والجماعة . وفي ختام هذا الحفل ، الذي حضره والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري وعامل إقليم الفقيه بن صالح السيد نور الدين أوعبو والمنتخبون والعلماء والائمة ، هنأ السيد الوزير رئيس المجلس السيد منصور حيرث وبقية أعضاء المجلس (سبعة أعضاء من بينهم سيدتان) على الثقة التي وضعت فيهم باخيتارهم لعضوية المجلس ، متمنيا أن يكونوا عند حسن الظن ، كما دعاهم إلى التعاون مع مختلف الاجهزة الادارية ومع مختلف التنطيمات لما فيه ساكنة المنطقة .