في زمن التغني بشعارات الجودة والنجاح تعيش داخليات ثانوية العامرية المنحدرات أغلبهن من القرى المجاورة لمدينة بني ملال : القصيبة، أولاد عبد الله، أولاد ركيعة، أولاد أيلول ... أوضاعا مأساوية داخل هذه الداخلية التي كانت مسرحا لتسمم عانت منه مجموعة من الفتيات ستة عشر منهن نقلن إلى المستعجلات خلال المرسم الدراسي 2008/2009، وبعد الوعود التي قدمها أعضاء اللجنة النيابية التي زارت الموقع بتحسين ظروف عيش الداخليات من أجل التحصيل العلمي الجيد تفاجأ الداخليات هذه السنة بمآسي جديدة لم تكن في الحسبان. منذ بداية الموسم الدراسي 2010/2011 تم تكديس أكثر من 250 داخلية في عنبر واحد يتسع ل 80 تلميذة بحجة إصلاح العنبرين الآخرين، وتتساءل الفتيات لماذا لم تنجز أشغال الصيانة في عطلة الصيف ؟ كم ستدوم هذه الإصلاحات مع أن وثيرة الإنجاز بطيئة ؟ مما نتج عنه تدمر لنفسية التلميذات بسبب نقص في المراحيض (4 ل 250 فتاة)، نوم في الممرات أو فتاتين في سرير واحد، غياب إنارة داخل المرافق، غياب تام للحمامات ... أما عن تحسن شروط النظافة والأكل، كما وعد أعضاء اللجنة النيابية، فلازالت حلما يراود الفتيات. هذا بالإضافة إلى معاناتهن اليومية أثناء الليل نتيجة غياب حارس ليلي للداخلية خصوصا وأن أقسام الدراسة بالليل تبعد ب 500 متر عن المراقد (ثانوية العامرية تتكون من 7 هكتارات) وقد تعرضت الفتيات مرات عديدة إلى تحرشات سواء داخل الثانوية أو في محيطها، فأصبح الليل يوافقه الخوف بالنسبة لأغلبيتهن. إن هذه الأوضاع تشجع على الهدر المدرسي في زمن تسعى فيه الوزارة إلى الحد من هذه الآفة خصوصا وان ثانوية العامرية من بين المؤسسات التي تفوق فيها نسبة المنقطعين 10% أغلبيتهن فتيات !. فمن يسمع أنين 250 فتاة ذنبهن الوحيد أنهن اخترن الخروج من ظلمات الجهل !!