مرة أخرى يتأكد بالملموس الطابع الوحشي للسلطة المغربية التي هاجمت عناصر من أجهزتها: (قوات التدخل السريع، القوات المساعدة، الاستعلامات العامة،...) عشرات من فقراء دوار عين الغازي الذين اعتصموا أمام مقر ملحقة وزارة الداخلية بحي الرياض بالرباط يوم الاثنين 18 أكتوبر 2010، فحوالي الساعة الرابعة مساء تم تطويق المعتصمين وانهالوا عليهم بأساليب التهديد والترهيب لتكسير الاعتصام، ثم سرعان ما تحول الوعيد إلى تفجير لفائض العنف الوحشي على الساعة الخامسة والذي لم يستثني النساء وفيهن المرضعات. وقد أسفر هذا الهجوم عن إصابات ورضوض على أجساد المعتصمات والمعتصمين، وتم اعتقال واحتجاز أربعة من المشاركين في الاعتصام داخل سيارة للشرطة (صطافيت) لنصف ساعة قبل أن يطلق سراحهم: - محمد مزوار - خلا السعيد - صالح بديع - ابراهيم أحنصال (متضامن يؤازر المعتصمين/ات) كما تعرضت السيدة رابحة المفضل للإغماء نتيجة إصابة عنيفة طرحتها أرضا لأزيد من ساعة دون إحضار سيارة الإسعاف، فيما طفلها ذي الثلاث سنوات كان يحوم حول أمه وقد انتابته نوبة من الصراخ. ولم تنجو النساء من التلفظ في حقهن بعبارات البذاءة وهن محصنات وأمام أطفالهن. ونتيجة الصمود الذي أبداه الأهالي ورفضهم إخلاء ساحة المعتصم، اضطر مسؤولون أمنيون إلى تقديم الوعود بمباشرة فتح حوار مستعجل من جانب سلطات ولاية جهة تادلة أزيلال مع المعتصمين/ات لحل أزمة الماء، وبعد نقاش وتقييم لحظي لمستجدات المعركة خلص الأهالي المعتصمين إلى قرار تعليق الاعتصام على أساس استئنافه إذا لم ينالوا حقهم العادي والمشروع في إطلاق تزويد السكان بالماء الشروب وداخل أجل معقول. وقد رفع الاعتصام على الساعة السادسة والنصف مساء بمعنويات عالية وشارات النصر الملوحة بأن القمع لا يرهبنا وقافلة كفاح الأهالي ستشق طريقها بإصرار. فتحية لنساء عين الغازي المعتصمات الماجدات على صمودهن ووعيهن في ساحة النضال، فأنتن أشرف وأطهر وأعف وأشجع من سلاطة الألسن العاهرة لعناصر القمع الجبناء، كنتن شامخات بإرادتكن ومعنوياتكن العالية أمام الجلاوزة الأقزام المرعوبين. أحنصال