سخر من المخططين للحزب واتهمهم بالتخطيط تحت تأثير السكر والجهل بأحوال الشعب اختار حميد شباط مدينة قصبة تادلة ليشن هجوما عنيفا على حزب الأصالة والمعاصرة. وقال شباط «معركة حزب الأصالة والمعاصرة هي ضد دِين المغاربة والمطالبة بالدولة العلمانية الليبرالية وتحريض الشباب على الإفطار في رمضان، وهم من واجهونا في قرار إغلاق الخمارات في فاس، وهم الذين يريدون لهذا الشعب الذي وحّدتْه كلمة التوحيد أن يتبع غير دينه». وأكد شباط أن «المغاربة الذين قَدّموا شهداء لإخراج المستعمر من البلاد لن يقبلوا أن يعود المستعمرون عن طريق أبنائهم، فالشعب تُوحِّده الملكية الدستورية التي نرفض أن يكون فيها حزب إداري هو الوسيط بين الشعب والملك». وسخر شباط من الذين يخططون ل«حزب الأصالة والمعاصرة»، لكونهم «يخططون له من الحانات وهم سكارى، فهم ينامون بعد استيقاظ الشعب ويستيقظون بعد نومه.. فكيف يعرفون أحواله وهم دائما نائمون»؟!. وأكد شباط أن حزب الاستقلال يحترق اليوم من أجل الشعب ويحارب الوافد الجديد، مضيفا «إنه لا يقلقنا، فحزب الاستقلال، بتاريخه الذي مر فيه كل من ليوطي وجوان وغيرهما من المستعمِرين، لن يخاف من حزب «التراكتور»، بل إن حزب الاستقلال يخاف على الدولة من هذا الحزب».. وقال شباط، ساخرا، إنه -لأول مرة في التاريخ- «تصبح لحزب لم يشارك في الانتخابات التشريعية قوة التراكتور وتأثيره، وهو ما لم يحدث حتى في غينيا أو بوركينا فاصو».. وأوضح شباط أن سلطة أُمَناء بعض الأقاليم في حزب الأصالة والمعاصرة أصبحت على العمال والولاة، حيث إن «أمين إقليم لهذا الحزب يكلم العامل والوالي ويهدده، وهذا خطير». ودشن عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين الدخولَ السياسي بإطلاق تصريحات لن تكون أقل من سابقاتها في خلق الجدل الإعلامي والسياسي في المغرب خلال ندوة جمعته بعبد الله البقالي، عقدها حزب الاستقلال في مدينة قصبة تادلة، مساء الجمعة الماضي، تحت عنوان «ثلاث سنوات من العمل الحكومي .. أي حصيلة». وبعدما ذكّر حميد شباط في بداية عرضه بتاريخ المشهد السياسي في المغرب وبظروف عمل الأحزاب، أكد أن المنتخَب الجماعي والجهوي والبرلماني ما زال وضعهما مأزوما في المغرب، حيث «تجاوزتنا بعض الدول الإفريقية في مجال المنتخَبين»، وقال شباط إن الميثاق الجماعي جاء بالعقوبات للمنتخَبين ولم يأت بأي امتيازات، حيث «نجد من الولاة من يتحرك ب14 سيارة لوحده، ورئيس الجماعة ليس لديه سوى سيارة «أونو»، فليس هناك توازن بين الشعب الذي يمثله المنتخَبون وبين المخزن الذي يمثله العمال والولاة».. وعن حصيلة الحكومة التي قال إنها من حصيلة الدولة، المتمثلة في المشاريع الكبرى، أوضح أن هناك نواقص تتجلى في اتساع الفقر وعدم العناية بالمشاكل الاجتماعية للسكان. وحمّل شباط أوضاع المشهد السياسي في المغرب عدم قيام الحكومة بدورها كاملا، وتساءل عن «الحكومة الحقيقية في المغرب: هل هي الوافد الجديد -حزب الأصالة والمعاصرة- الذي يُعيِّن العمال والولاة ويعين المدراء العامين للمؤسسات العمومية والوكالات التي أصبحت تتوفر على إمكانات كبرى من سيارات فخمة واعتمادات تفوق ميزانية الدولة»، أم الحكومة التي وصفها شباط ب«المسكينة، لأن كل الوزراء أصبحوا مهدَّدين من لدُن هذا الوافد الجديد الذي أصبح يُشكِّل خطرا على الدولة وخطرا على الوطن وخطرا على الديمقراطية».. وأضاف شباط أنه، عبر التاريخ، كل الأحزاب التي «فُبرِكت» أو تشكلت جاءت لدعم الحكومة، و«لأول مرة نرى حزبا مخزنيا تَشكَّل في مكاتب القياد والباشاوات والعمالات والولايات يعارض الحكومة ويشوش على المعارضة، وهو ما لم يفهمه الشعب».. وكشف شباط أن «هؤلاء الناس الذين يتصرفون في أكثر من ثُلُثَي ميزانية الدولة هم الحكومة الخفية، المستفيدة من كل خيرات البلاد». ووصف شباط النظام الداخلي للبرلمان ب«المتجاوز»، خصوصا في الأسئلة الشفوية التي ينتظر فيها البرلماني جوابا عن سؤاله لمدة شهرين يكتبه موظف، فالبرلمان -حسب شباط- أريد له ألا يقوم بدوره واختصاصات الوزراء يشوبُها الكثير من الغموض والضعف، فوزير التجهيز، مثلا، لا يمكنه التأثير على مدير مؤسسة كبرى، بينما حزب «التراكتور» يستطيع ذلك بكل سهولة، بإمكانات هائلة موضوعة رهن إشارته. من جانبه، قال عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن المغرب يعاني من تعددية سياسية «سائبة» لا تساعد على تشكيل حكومة لها من الصلابة ما يساعد على تنفيذ برامجها. وأكد البقالي أن هشاشة الانتقال الديمقراطي في المغرب ليست في مستوى الانتقال الديمقراطي الذي عرفته عدة دول، بالإضافة إلى «الإرث السياسي الذي لا يُعبِّد الطريق نحو الديمقراطية» وإلى الصلاحيات الدستورية المحدودة للحكومة التي ليست بالمستوى الذي يضمن لأي حكومة عملا مريحا ذا نتيجة».. ووصف البقالي الحكومة في المغرب بكونها «أكبر تجمع لجمعيات المجتمع المدني». وشدّد البقالي على ضرورة تعاقد سياسي جديد، مطالبا بتعديل دستوري يحتاجه المغرب، دون إغفال إصلاح القضاء، ليصير مستقلا. وقال البقالي، في معرض رده عن سؤال حول جدوى استمرار حزب الاستقلال في وضع يتحكم فيه حزب الأصالة والمعاصرة، إن هناك «مراعاة لمصالح مختلفة في مشهد سياسي سريالي».. وتساءل عن البديل الموجود اليوم في حالة الانسحاب الذي سيُدخل البلاد في متاهة غير محسوبة، وقال البقالي إن «الأغبياء هم من يتحدثون اليوم في المغرب عن مشاريع الملك وجعلها معزولة عن مشاريع الدولة والحكومة»!.. المساء ''المصطفى أبو الخير''