مجالس المؤسسات …مسخرة حقيقية ! مع بداية الدخول المدرسي الجديد ، نطرح بقوة مدى أهمية مجالس المؤسسات و جدوى قراراتها ، و ننطلق من واقعة حقيقية جرت السنة الماضية بإحدى المؤسسات التعليمية بضواحي بني ملال ، حيث عقد ما يسمى بمجلس التدبير بحضور كل مكوناته من إدارة و مدرسين و جمعية الآباء و المجلس القروي….و سطر الجميع برنامجا سيغطي الموسم الدراسي ، كما درس احتياجات المدرسة و أوجه صرف ميزانيتها وفق الأولوية التي تفرضها ظروف الإشتغال و مصلحة المتعلم …. إلى هنا تبدو الأمور عادية و تسير وفق القانون ، لكن بشكل مفاجئ سيحل المسؤول الأول عن قطاع التعليم بالجهة في زيارة استفزازية وفق طبيعته المعهودة لإحدى فرعيات المؤسسة التعليمية المعنية ، و سيأمر مدير المدرسة و بطريقة فظة و صلفة بصرف مالية المدرسة في تأهيل بعض الحجرات ! متوعدا إياه بمعاقبته في حال عدم تنفيذ أوامره ! لم يكلف المسؤول الجهوي نفسه عناء التعامل بفكر رجل الدولة بما يفرضه ذلك من احترام المؤسسات و سلك المساطر و تفديم مقترحاته مثلا عبر مراسلة توجه لمجلس التدبير …بدل سلكه منطق المزرعة حيث يغيب القانون لتحل أوامر ” السيد” ليعمل الخدم على الننفيذ ! ربما السيد المدير اعتبر الأساتذة و المدير مجرد موظفين تابعين لحظرته ، أو فكر أن درايتهم بعالم الميزانية و الأشغال و الصرف جد ضعيفة فقام باللازم …لكن ما لم ينتبه له سيادته أن مجالس التدبير يتواجد فيها حكما و وفق القانون ممثلون للآباء و المجالس المنتخبة ، و كان عليه على الأقل احترام هذه الأطراف إذا كان الأساتذة و المدير لا يستحقون نيل ذلك الإحترام . نعم نؤكد أننا لم نغذ يوما أية أوهام حول تلك المجالس و اعتبرناها شكلية و صورية و لا تملك قراراتها بأيديها ، و لكن أن يصل الدوس عليها لهذه الصلافة و لهذه الوقاحة فشيء جديد و غير معهود ، حذاري أيها المدير الجهوي أن تعيد هذه السيرة السيئة ، فمعظم النار من مستصغر الشرر ! و ما كل مرة تسلم الجرة ! .