مفهوم البركة: لمن يشكك في مفهوم البركة نطرح أمامه حالة ملموسة و مجسدة على أرض الواقع لشخص رفعها الله عنه فصارت مداخيله على وفرتها كهشيم تذروه الرياح حتى أنه وصف وضعه المادي بما دون البغل و فوق الحمار ، هذا الشخص له مؤسسات تعليمية خاصة بالرباط و سلا و له تقاعد كنائب برلماني سابق و تقاعد آخر كرئيس حكومة ، و مداخيل معمل جافيل و مطبعة خاصة….. ، أبناؤه موظفون في مناصب عليا تدر أجرا عاليا(اللهم لا حسد) . هذا الشخص لا يدفع مصاريف إيجار شقة لأن لديه فيلا في حي راق بالعاصمة ، و لا يتزاحم مع الناس الغلابة على الأطوبيس و لا يستقل الطاكسي العمومي لأن الدولة منحته سيارة من الطراز الرفيع مع سائق مدفوع الأجر ….. و رغم هذا الخير الوفير كادت ظروف الفقر المذقع و المسغبة اللعينة أن تدفعا بهذا الشخص ليعمل حارس أمن خاص بأجر دون الحد الأدنى القانوني للأجور و هو يطرق سن الشيخوخة ( تصوروا معي حارس أمن خاص يوصله سائقه الخاص عبر سيارة فارهة ليقوم بدور العسة أمام إحدى الإدارات) . و رغم ذلك فشخصيا أصدق أن شخصا بكل هذه المداخيل الوفيرة يمكن أن يعيش الفقر و ضنك العيش إذا رفع الله عنه البركة ، الإشكال أنه في غياب البركة لن تنفع كل فلوس الدنيا و لا مال قارون فما بالك بمبلغ زهيد كتسعة ملايين سنتيم قدمت له كتقاعد استثنائي ، و بدعة التقاعد الإستثنائي لن تنفع و لن تجدي و البركة غائبة و مرفوعة. بقي أن نسأل من كان يدعو على هذا الشخص حتى ابتلاه الله بالفقر و العوز حتى وهو غارق وسط بحر من الأموال و المداخيل ؟ من هذا المظلوم الذي رفع يديه و استجيب له ؟