عقدت اللجنة الوزارية الدائمة لإعداد التراب الوطني، أمس الخميس بالرباط ، اجتماعا برئاسة الوزير الأول السيد عباس الفاسي، خصص لدراسة مشروع البرنامج الجهوي المندمج المتعلق بجهة تادلة-أزيلال. وذكر بلاغ للوزارة الأولى، اليوم الجمعة، أن السيد عباس الفاسي أكد أن هذا الاجتماع ينعقد في إطار تفعيل التوصيات الصادرة عن الدورة الأولى للمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني، التي افتتح أشغالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث دعا جلالته إلى الالتزام بمنهجية تعتمد المبادرة والقوة الاقتراحية، والنظرة المستقبلية الكفيلة بضمان التنسيق اللازم بين السياسات القطاعية والانسجام المحكم بين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ومخططات إعداد التراب، مع التأكيد على الدور المحوري للجهة كفضاء أمثل لبلوغ تنمية متضامنة، والترابط بين سياسة إعداد التراب الوطني والجهوية. وذكر الوزير الأول بالتزام الحكومة باعتماد آلية التعاقد لتدعيم أسس اللاتمركز الإداري والحكامة الترابية الجيدة وإرساء قواعد العمل المتجانس والفعال والمتضامن للسياسات البين وزارية على المستوى الترابي. وأشار إلى أن مشروع برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة تادلة-أزيلال، يشكل موضوع أول عقد بين الدولة والجهة بعد إنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب، كتجربة نموذجية يمكن تعميمها على باقي الجهات، مبرزا الأهمية التي أصبحت تكتسيها التصاميم الجهوية التي يتم إنجازها في إطار المنهجية التشاركية التي تتسم بانخراط ومساهمة كافة الفاعلين المحليين. وشدد السيد عباس الفاسي على أن هذه المقاربة تعتبر بمثابة ترسيخ للدور المهم الذي يجب أن تضطلع به مختلف جهات المملكة كفاعل تنموي، وذلك تجسيدا للرغبة المولوية السامية المتعلقة بالجهوية الموسعة، داعيا إلى إغناء مشروع برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة تادلة-أزيلال من خلال الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاجتماعية المتعلقة على الخصوص بمجالات الصحة والتعليم والتنمية البشرية. ومن جهته، قدم السيد عبد السلام المصباحي كاتب الدولة المكلف بالتنمية الترابية عرضا تطرق فيه إلى الدور المنوط بالمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني، والتوصيات الصادرة عن دورته الأولى المنعقدة سنة 2004، وكذا البرنامج الإعدادي لعقد الدورة الثانية للمجلس خلال السنة الجارية حول موضوع "الجهوية والتعاقد"، حيث سيتم تقديم مشروع المخطط الجهوي لإعداد التراب لجهة تادلة-أزيلال كمنطلق لمباشرة التعاقد الترابي بين الدولة والجهة. وخلال هذا الاجتماع، قدم نائب رئيس جهة تادلة-أزيلال الخطوط العريضة لرؤية التنمية الترابية لهذه الجهة، التي تمت صياغتها من طرف الفاعلين المحليين والجهويين وترجمتها في مشروع برنامج عمل جهوي مندمج. وقد اعتمد هذا البرنامج الذي سيشكل مشروع عقد مستقبلي بين الدولة والجهة، على التشخيص الترابي للتصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي أفضى إلى تحديد المحاور الاستراتيجية للتنمية بالجهة، والتي تنبني بالأساس على تقوية الجاذبية السياحية، وتنمية الفلاحة والتحويل الصناعي. حضر هذا الاجتماع ، على الخصوص ، وزيرا الدولة، والأمين العام للحكومة، ووزير الفلاحة والصيد البحري، ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، والوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، وكاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، والمدير العام للجماعات المحلية، ووالي جهة تادلة-أزيلال، وممثلو القطاعات الوزارية المعنية.