تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، ترأس الوزير الأول السيد عباس الفاسي يوم الخميس 11 مارس 2010، بمقر الوزارة الأولى، اجتماعا للجنة الوزارية الدائمة لإعداد التراب الوطني، خصص لدراسة مشروع البرنامج الجهوي المندمج المتعلق بجهة تادلة أزيلال. وأكد الوزير الأول في البداية، أن هذا الاجتماع ينعقد في إطار تفعيل التوصيات الصادرة عن الدورة الأولى للمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني التي افتتح أشغالها جلالة الملك محمد السادس، حيث دعا جلالته إلى الالتزام بمنهجية تعتمد المبادرة والقوة الاقتراحية، والنظرة المستقبلية الكفيلة بضمان التنسيق اللازم بين السياسات القطاعية والانسجام المحكم بين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ومخططات إعداد التراب، مع التأكيد على الدور المحوري للجهة كفضاء أمثل لبلوغ تنمية متضامنة، والترابط بين سياسة إعداد التراب الوطني والجهوية. وذكر بالتزام الحكومة باعتماد آلية التعاقد لتدعيم أسس اللاتمركز الإداري والحكامة الترابية الجيدة وإرساء قواعد العمل المتجانس والفعال والمتضامن للسياسات البين وزارية على المستوى الترابي. وأشار السيد عباس الفاسي إلى أن مشروع برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة تادلة أزيلال، يشكل موضوع أول عقد بين الدولة والجهة بعد إنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب، كتجربة نموذجية يمكن تعميمها على باقي الجهات، مبرزا الأهمية التي أصبحت تكتسيها التصاميم الجهوية التي يتم إنجازها في إطار المنهجية التشاركية التي تتسم بانخراط ومساهمة كافة الفاعلين المحليين، مشددا على أن هذه المقاربة تعتبر بمثابة ترسيخ للدور المهم الذي يجب أن تضطلع به مختلف جهات المملكة كفاعل تنموي، وذلك تجسيدا للرغبة المولوية السامية المتعلقة بالجهوية الموسعة. ومن جهته، قدم السيد عبد السلام المصباحي كاتب الدولة لدى وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية المكلف بالتنمية الترابية عرضا تطرق فيه إلى الدور المنوط بالمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني، والتوصيات الصادرة عن دورته الأولى المنعقدة سنة 2004، وكذا البرنامج الاستعدادي لعقد الدورة الثانية للمجلس التي ستنعقد خلال سنة 2010 حول موضوع «الجهوية والتعاقد»، والتي سيتم خلالها تقديم مشروع المخطط الجهوي لإعداد التراب لجهة تادلة أزيلال كمنطلق لمباشرة التعاقد الترابي بين الدولة والجهة. وخلال هذا الاجتماع، قدم السيد نائب رئيس جهة تادلة أزيلال الخطوط العريضة لرؤية التنمية الترابية لجهة تادلة أزيلال التي تمت صياغتها من طرف الفاعلين المحليين والجهويين وترجمتها في مشروع برنامج عمل جهوي مندمج. وقد اعتمد هذا البرنامج الذي سيشكل مشروع عقد مستقبلي بين الدولة والجهة على التشخيص الترابي للتصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي أفضى إلى تحديد المحاور الاستراتيجية للتنمية بالجهة التي تنبني بالأساس على تقوية الجاذبية السياحية، وتنمية الفلاحة والتحويل الصناعي. وبعد مناقشة مختلف جوانب برنامج العمل الجهوي لجهة تادلة أزيلال، وبعدما أشاد بالجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين، دعا الوزير الأول إلى إغناء هذا المشروع من خلال الأخذ بعين الاعتبار للجوانب الاجتماعية المتعلقة على الخصوص بمجالات الصحة والتعليم والتنمية البشرية. حضر هذا الاجتماع على الخصوص، السادة وزيرا الدولة، والأمين العام للحكومة، ووزير الفلاحة والصيد البحري، والسيدة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، والوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، والسيدة كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بالتعليم المدرسي، والمدير العام للجماعات المحلية، ووالي صاحب الجلالة على جهة تادلة أزيلال، وممثلو القطاعات الوزارية المعنية.