افتتحت صباح يوم أمس الخميس 15 دجنبر 2016 بفندق الموحدين بأكادير فعاليات الدورة الأولى للمنتدى الدولي للهجرة والشباب الذي ينظمه المركز الاجتماعي للتنمية والتعاون بشراكة مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة والجامعة الدولية لاكادير، في موضوع " الآفاق السوسيو اقتصادية والثقافية للمهاجرين واللاجئين بالمغرب" ، وذلك خلال الفترة الممتدة من 15 الى 18 دجنبر 2016 بحضور شباب من عدة بلدان من أفريقيا جنوب الصحراء وغيرهم. وخلال كلمته الافتتاحية، استعرض رئيس المركز محمد الزواهر السياق الذي ينظم فيه اللقاء حيث يحتفل العالم باليوم العالمي للمهاجر الذي يتزامن مع الثامن عشر من دجنبر من كل سنة، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة 2000 بعد تنامي ظاهرة الهجرة ، وهو نفس التاريخ الذي اعتمد فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 45 . 158 الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ، مضيفا أنه على مدى الستة عشر سنة الماضية، شكلت هذه المناسبة فرصة للدول والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، فرصة لنشر معلومات عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المهاجرين و تبادل الخبرات ووضع الإجراءات التي تكفل حماية تلك الحقوق. وأكد أن الهجرة أضحت ظاهرة متنامية يمكن أن تشكل إسهاما إيجابيا في التنمية، شريطة أن تكون مدعومة بالسياسات السليمة مع ضرورة احترام الحقوق والحريات الأساسية لجميع المهاجرين وتعزيز التعاون الدولي في مجال الهجرة الدولية على كافة الأصعدة. وذكر بالتجربة المغربية في مجال الهجرة واللجوء التي أصبحت رائدة على المستوى الاقليمي ، حيث تمت بلورة الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء بالاعتماد على التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص السياسة الجديدة للهجرة، والدستور الجديد للمملكة وتوصيات المجلس الوطني لحقوق الانسان، فضلا عن الالتزامات الدولية للمغرب في مجال حقوق الانسان. وقد اعتمدت الرؤية الاستراتجية الوطنية في هذا المجال على المقاربة الانسانية، المقاربة الشمولية، احترام حقوق الانسان، الانسجام مع القانون الدولي والتعاون متعدد الأطراف والمسؤولية المشتركة. ولتفعيل هذه الرؤية الاستراتجية تم اعداد 11 برنامج عمل تتعلق بالتعليم والثقافة، الشباب والرياضة، الصحة، السكن، المساعدة الاجتماعية، التكوين المهني، التشغيل، تدبير تدفقات المهاجرين ومحاربة الاتجار بالبشر، الشراكة والتعاون الدولي، الإطار التنظيمي والتعاقدي والحكامة والتواصل. وهي برامج تهدف الى تحقيق اندماج ناجح للمهاجرين واللاجئين بالمغرب ، وذلك بتنسيق مع مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية المعنية بقضايا الهجرة. وقبل التنزيل الفعلي لهذه الاستراتيجية قامت الوزارة بوضع مخطط استعجالي يهدف الى ادماج المهاجرين الحاصلين على بطاقات الاقامة. لهذا تم عقد اتفاقيات اطار مع مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية المعنية بقضايا الهجرة مثل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ، وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وزارة الشباب والرياضة، مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل... والمغرب مصر على مواصلة سياسة الهجرة وفق نفس الفلسفلة ونفس البعد الحقوقي والإنساني والتضامني، حيث أصدر جلالة الملك نصره الله تعليماته بالإطلاق الفوري للمرحلة الثانية من إدماج المهاجرين في وضعية غير قانونية، وهي المرحلة التي تأتي في ظرفية يتهيأ فيها المغرب وألمانيا لتنظيم المنتدى العالمي للهجرة. وأكد رئيس المركز على دور المجتمع المدني الذي يعد شريكا أساسيا في تصور وتنزيل سياسة الهجرة بالمغرب، حيث يضطلع بدور طلائعي في إعداد وتنفيذ وتثمين السياسات العمومية ذات الصلة بالهجرة سواء تعلق الامر بعملية تسوية وضعية الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني بالمغرب، و التأهيل القانوني والمؤسساتي أو برامج الإدماج السوسيو- ثقافي والاقتصادي للمهاجرين... مضيفا أن المركز يعتبر بأن أي سياسة للإدماج لن تكون ناجعة دون إشراك المجتمع المدني المغربي وجمعيات المهاجرين، لأن المهاجر مدعو ليكون نشيطا ويلعب دورا في هذا الإدماج، لذا يبقى من اللازم تعزيز عمل مجموع الفاعلين الجمعويين بالمجتمع المدني وخصوصا جمعيات المهاجرين وإرساء فضاء دائم للتبادل يجمع السلطات العمومية المغربية وجمعيات المهاجرين وجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الهجرة والنقابات وأرباب العمل وكذا الباحثين ، موضحا أنه يتعين أن يشكل هذا المجال "فضاء للتبادل والتقييم والتقويم والتفكير". كما أشادت الكلمة الافتتاحية لفدوى الهادي مديرة المنتدى بالحضور المتميز للأكاديميين وجمعيات المهاجرين وجمعيات المجتمع المدني في هذا اللقاء الذي سيتوج بخلاصات وتوصيات للاسهام في النهوض بأوضاع المهاجرين ببلادنا. كما تناول الكلمة كل من الأستاذ حسن فوزي من جامعة لورين بفرنسا، والأستاذ لكبير عطوش الأستاذ الباحث بجامعة ابن زهر ، ولوكاك إيمي من Association Conseil des Migrants Subsahariens au Maroc – Rabat . لتتواصل أشغال المنتدى بعدة ندوات موضوعاتية حول دور المجتمع المدني في ادماج المهاجرين وطرق ادماج المرأة المهاجرة السورية ومن دول أفريقيا جنوب الصحراء .