في ظل الحراك الشعبي الذي يشهده بلادنا، ضد السياسات الاقصائية والتهميشية لمنطقة الجنوب الشرقي بصفة عامة وإقليم تنغير بصفة خاصة، والتي تسعى إلى إقصاء وتهميش أبناء هذا الوطن من أبسط الحقوق (الشغل، الصحة، التعليم، البنية التحتية...(. ومواكبة لهذا الزخم النضالي، شهدت صبيحة يوم الخميس 10 نونبر 2016، مسيرة احتجاجية سلمية جابت فيها أهم الشوارع في مدينة تنغير، خرج فيها مئات من ساكنة اقليم تنغير مرددين شعارات تنديدية ضد كبح جماح التنمية وتعميق جراح التهميش والإقصاء الذي تعاني منه المنطقة.، وجاءت هذه المسيرة تلبية لنداء تنسيقية شباب تنغير ضد الفساد والاستبداد، حيث خرجت الساكنة للاحتجاج السلمي عملاً بالخطاب الملكي الأخير المُندِّد بهفوات الإدارة المغربية، والذي أكّد فيه صاحب الجلالة على ضرورة خدمة الإدارة للمواطن المغربي، وأمام التجاهل التام للجهات المعنية، ونهج سياسة الأذن الصماء في حق المطالب المشروعة لساكنة إقليم تنغير، وامام الوعود الكاذبة للمجالس المنتخبة، والوزارات والقطاعات الوصية. في هذه المسيرة عبر فيها المحتجون عن اعتراضهم وعدم رضاهم على طريقة تدبير الشأن المحلي بالمنطقة، عبر ترديد مجموعة من الشعارات التي تستنكر سياسة التسويف والوعود الكاذبة، ضدا على مصالح الساكنة ورفع لافتات ناقمة على تردي الوضع العام بالاقليم. كما طالب المحتجون من خلال هذا الموعد الاحتجاجي بالاستجابة الفورية واللامشروطة لنقاط الملف المطلبي، الذي سبقت للساكنة أن تقدمت به، والتي تتضمن أهم نقاطها المطالبة بإنشاء مستشفى إقليمي في المستوى، وتزويده بالتخصصات الطبية المطلوبة وبوسائل وآليات العلاج والاستشفاء المختلفة، وإحداث مراكز صحية مناسبة في مختلف الجماعات وتزويدها بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، كمطلب أساسي للساكنة حيث يعاني قطاع الصحة بإقليم تنغير، في الظروف الراهنة أزمة حقيقية لا يجادل أحد في كونها أصبحت تنذر بوضع كارثي ومقلق لهذا القطاع الحيوي، وذلك نتيجة تدني الخدمات الطبية وغياب أبسط شروط العلاج والتطبيب، فأغلب المرضى الذين يقصدون المستشفى الإقليمي تتم إحالتهم على مستشفى ورزازات أو الرشيدية في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير صحية. وكذلك إصلاح المسالك الطرقية الوعرة. وانتهت هذه المسيرة الاحتجاجية بحلقية نقاش استعرض فيها المحتجون ملفهم المطلبي، مؤكدين تشبثهم بالدفاع عن مطالب الساكنة والدفع بعربة التنمية بالمنطقة ونفض غبار التهميش عن زواياها المنسية أو الاستعداد لأشكال نضالية أكثر تصعيدا من ذي قبل .