يشكل دوار بونصير-بووشن،التابع ترابيا لجماعة تيزي نسلي،حالة استثناء مقارنة مع الدواوير المجاورة له، لكونه يفتقر إلى العديد من الأشياء،إن لم نقل كل الأشياء الضرورية التي تكفل للإنسان العيش الكريم. والحديث هنا حول معاناة الساكنة مع المسلك الطرقي المهترئ الذي يربط الدوار ب"أغبالو وكركور أمزدار"،والذي يبلغ طوله 10كيلومترات تقريبا،إذ مع توالي سنوات الإهمال، وبفعل العوامل الطبيعية، فقد تلاشى وسط وجنبات هذا المسلك، وبدأ يتأكل بسبب كثرة الحفر، وبفعل بروز أحجار كثيرة والطين مع كل تساقطات مطرية أو ثلجية جديدة؛ حتى غدا عبوره مستحيلا في فصل الشتاء وخلال تساقط الثلوج. كل هذا جعل الساكنة في دوامة من المعاناة و في حالة عزلة و تهميش عن العالم الخارجي.مشاق لا تطاق؛تضطر معها الساكنة في غالب الأحيان إلى قطع كيلومترات مشيا على الأقدام أو الدواب لتصل إلى أقرب دوار،حيث تقف وسائل النقل التي تربط الدواوير بتيزي نسلي المركز،بعد أن استعصى عليها وصول دوار بونصير،وذلك أملا في إيصال مريض أو حامل إلى المستشفى،أو رغبة في جلب مستلزمات الحياة اليومية.كما أن مزوالتها لنشاط تربية الماشية يجعلها مجبرة على نقل أعلاف مواشيها على الدواب أثناء تساقط الثلوج والأمطار.صادفتهم غير ما مرة وهم ينقلون الأعلاف على الدواب مشكلين قوافل تذكر بزمن غابر،تعيشه الساكنة حاضرا مريرا.صور حزينة تجعلنا نتسأل و نتمنى أن تلتفت إليهم الجهات المسوؤلة،وأن يكون لهم نصيب من الصندوق المخصص لدعم العالم القروي.فمطالب ساكنة العالم القروي بسيطة يقولونها كلازمة لا تكاد تنتهي “الماء، الكهرباء، الطريق… جدير بالإشارة في سياق الجهات المسؤولة،إلى أن الساكنة سبق لها وأن تقدمت بطلب يهم فك العزلة وإصلاح المسلك الطرقي المذكور إلى كل من:رئيس جماعة تيزي نسلي السابق والحالي.الوالي السابق،السيد محمد فنيد،وكذا رئيس جهة بني ملالخنيفرة.كما كان لها لقاء مع السيد قائد قيادة تيزي نسلي،الذي أحسن استقبالهم، و وعدهم بأنه سيقوم بمجهود في الموضوع،وسيحاول التنسيق مع الجهات المسؤولة لتلبية طلبهم. أمام هذا الوضع وإلى حين كتابة هذه الأسطر،فإن الساكنة لازالت تنتظر وتترقب كل سنة من أجل طي صفحة الطريق التي طالها النسيان. .