بتنسيق ودعم من جمعيتي OMAJ ET MJC الفرنسيتين ، قامت منظمة الطلائع، أطفال المغرب فرع فم العنصر، باستكمال بناء سور مجموعة مدارس أدوز ، وتأهيل مساحتها وذلك بصباغة وتلوين أسوارها الداخلية وتجيير أجذع شجيراتها ، كما تم تهييء ملعب بمدرسة تمريغت التابعة لمجموعة مدارس إفرضن وتأهيل ساحة أخرى بها بجماعة تاونزة بإقليم ازيلال. الحدث، وبالرغم من تكلفته البسيطة ، رأى فيه الفاعلون الجمعويون دلالات عدة،أولا لكونه يجمع بين فئات شبابية من جنسيتين مختلفتين:المغرب وفرنسا ، وثانيا لكونه يشتغل وفق رؤية تشاركية وتضامنية، الهدف منها تثمين العمل الجمعوي التشاركي، والعمل سويا في أفق النهوض بالبنيات التحتية للمؤسسات التعليمية مع الإشتغال أيضا على ملفات مستقبلية تهم الطرق والقناطر، وبموازاة كل ذلك، يتم القيام بخرجات ورحلات سياحية ذات بعد استطلاعي. يقول إسماعيل بوهاشم ، رئيس جمعية الطلائع أطفال المغرب بفم العنصر ، إن زيارة وفدي الجمعيتان المُكون من حوالي 17 فرد ، يدخل في إطار العمل التضامني السياحي، ويسعى الى تفعيل آليات التواصل، وفتح نوافذ متعددة على ثقافة الآخر من خلال العمل الجمعوي التشاركي والرهان في المرحلة الحالية، يقول المتحدث، ليس فقط على الجانب المادي المتجسد في الدعم الكامل التي توفره هاتين الجمعيتين لتنفيد المشاريع التضامنية المقترحة من طرف جمعية الطلائع ، إنما أيضا على الرأسمال الفكري والثقافي لدى الآخر، وذلك إستجابة للرهانات العامة للدولة التي حاولت من خلال دستور 2011 ترشيد وتحكيم العمل الجمعوي، ومنحه أدوارا طلائعية هامّة، تقتضي بالضرورة نقاشا واعيا لصقل موهبة الفاعل الجمعوي بتاجربَ اكثر نضجا وعطاء. والآن يضيف بوهاشم ، لابد من التأكيد على أن هذه الزيارة لا تخرج عن هذا الإطار بشكل عام، حتى وإن كانت هناك صعوبات تعترى مجال التواصل بحكم نوعية الشباب الطلائعيين الذي انتقينا لهذه الغاية لإعتبارات مقصودة ذات صلة بالتأطير والتكوين، بحيث يبقى الأهم في العملية، هو فعل التنسيق الذي ينهض على رؤية تستمد دلالتها من خطاب 09 مارس ودستور 2011 وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل البناء والمسؤول . وتماشيا مع هذه الأهداف، دأب جمعويو الجمعيات الثلاث على الإشتغال بشكل تشاركي، وذلك من أجل تكسير عقدة التواصل اللغوي والفكري ، وترسيخ مفهوم العمل الجماعي التطوعي وبالموازاة مع ذلك ، يتم فتح حلقات نقاش، وحوارات هامشية، وجلسات تكوين، الغاية من كل واحدة منهما تبادل وجهات النظر ، ثقافيا وفكريا ، اما على مستوى المجال، فغالبا ما يتم استطلاع مناطق جبلية ، وذلك من أجل تسويق المنتوج السياحي المحلي بصيغ راقية . يبقى أن الملاحظ، من تصريحات منشطتي الجمعيتين الفرنسيتين، أن طرائق الإشتغال المشترك الى حد الساعة، تبدو في غاية الأهمية، حيث أكدت منشطة جمعية" أُوماج " على أنها ستعمل على نقل أهداف التجربة الى زملائها بفرنسا ، وستأخذ بعين الإعتبار إكراهات المدارس بإقليم أزيلال الجبلي، وقالت ان تواجدها بالمغرب لايشكل لها فرقا بما أنها تعتبر نفسها في بلدها الثاني ، وقد سُرّت كثيرا لحفاوة الإستقبال والنقاش، وحضور الاعلام لتوثيق هذا الفعل الجماعي والجمعوي . وبخصوص ازيلال ، قالت أنه بالرغم من تضاريسه الوعرة، وحاجياته العريضة، يبقى متميزا من حيث منتوجه السياحي ، وقد أعربت في الختام عن سعادتها بالزيارة ،وقالت انها ستكون مُقصرة، اذا لم تبلغ كافة زملائها في المجال بثراء المنطقة وجمال طبيعتها، وكرم الضيافة ، وحرص المسؤولين وباقي الأجهزة الأمنية على راحة الوفد. ومن جانبه، دعا اسماعيل بوهاشم ، الى ضرورة الانفتاح على تجارب هكذا، واستثمارها بشكل معقول ، وأكد على ضرورة التأطير والتكوين ، وقال ان دستور 2011 أعطى للمجتمع المدني أدوارا طلائعية ، قفزت به الى مستوى نظرائه بدول أوربا، لكنه لازال لم يكتسب بعد كل ميكانيزمات الإشتغال وطول النفس، لذا يستوجب عليه تكثيف مجهوداته حتى يكون في مستوى المهام المنوطة به.