إلى كل من يقول أن القضية الفلسطينية قضية قوم العرب وليست قضية الأعراق الأخرى أذكرهم بأمرين: أن القضية الفلسطينية هي قضية القدس وهي قضية المسلمين وليست قضية العرب وحدهم، وأن من أحيا النزعة العربية والقومية العربية هم الصهاينة بهدف تشتيت المسلمين كما هو معلوم في التاريخ لأن إذكاء القوميات يثير الاختلافات ويثير النعرات ويشتت بني آدم، وهذا ما يحصل بالفعل، وقد كان اسم القوميات قبل الأسلام “الحمية الجاهلية”، وقد حاربه الإسلام. وكان هو نفس ما فعل فرعون بأن قسم الناس شيعا واستضعف بذلك بني إسرائيل المؤمنين في زمانه، وهكذا نستضعف نحن المسلمون في عصرنا الراهن. قال رسول الله (ص): “ يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت”، ولأن اتحاد القوميات على الحق ينصر الحق فقد وحد الإسلام القوميات على كلمة الدين التي هي كلمة الحق، فكيف نتبع من يفرق الناس ويسمح للباطل بالفساد في الأرض ولا ننصت لما يوحد كلمة المسلمين، وإن القضية الفلسطينية قضية القدس وهي قضية المسلمين. فيا مسلمي العالم، هذه قضيتكم، فلتعملوا عليها وأنهوا الحمية الجاهلية، تلك النزعات العرقية، وأقيموا العدل بينكم أمة المسلمين أمة واحدة. وتذكروا أن رسول الله قال في الحديث: “توشك” وهذا يعني أنها توشك أن تداعى لكنها لن تتمكن من ذلك كليا، فيا مسلمي العالم اجتمعوا على كلمة الإسلام وانصروا قضية المسلمين قضية القدس قضية فلسطين. أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب فلسطين، أراد له الصهاينة أعداء الله وأعداء الإنسانية أن يتخلى عن أرضه وعن حقه في الحياة الكريمة، ويريدونه أن يتخلى عن دينه، وأنتم ترونهم يحشدون الدعم الرسمي لكثير من الدول مستخدمين لوبياتهم ويبتزون المسؤولين ويدفعون من أجل الصمت على جرائمهم، ويوجهون وسائل الإعلام العالمية لكي لا تنقل الحقيقة كما هي ولكي تنقلها مزورة. والصهاينة بهذا يستحمرون العالم كله، يريدون للعالم أن يرى جرائمهم ضد الإنسانية وأن يصمت، ليصبح ارتكاب الجرائم بعدها في أي بقعة من الأرض بمثابة قضية خاصة بأصحابها، أفليست قضية فلسطين قضية إنسانية شاملة والجريمة جريمة ترتكب في حق كل الناس في العالم؟ إنهم يرتكبون هذه الجريمة في حق كل إنسان في العالم من الذين يؤمنون بالإنسانية الحقة، وفي حق كل من يؤمن بالعدالة وبروح الحق، ويرتكبون هذه الجريمة ضد كل من يؤمن بصوت الحق وضرورة إسماعه وفي حق كل الناس الطاهرين مهما كانت ديانتهم، الذين يؤمنون بالأخلاق الفضيلة ويعملون بها وهم في دياناتهم من أجل الدفاع عن الصدق وقول الحق وخدمة الحب وهم يعرفون جميعهم أن هناك ثمنا لما يؤمنون به. إن الإسرائيليين والصهاينة يرتكبون هذه الجريمة ضد من يؤمنون بحق الناس في الحياة الكريمة وبضرورة العمل على تحقيق ذلك، من الذين لهم عقول يعقلون بها ويستطيعون أن يرو ما يحصل فعلا وبشكل مباشر ويميزون بينه وبين الزور والوهم وإلباس الحقائق بتبريرات وتحاليل وتفسيرات ملتوية في الإعلام العالمي وفي النقاشات الدائرة على كل الأصعدة. إن العدوان على غزة ومحاولة جعلها في الإعلام العالمي والنقاشات الدائرة قضية غزة وحدها ومحاولة إظهار سكان غزة الضحية كأنهم الجلاد ونحن نراهم بأم أعيننا محاصرين مجوعين مضطهدين ومقتلين، ومحاولة أظهار الإسرائيليين القتلة المجرمين كأنهم الضحية ونحن نراهم بأم أعيننا منذ سنوات يخلفون العهود والمواثيق الدولية ويقتلون ويغتصبون الأراضي والحقوق، فهي إذن محاولة للاستحمار بل هي استحمار وتضليل ومحاولة تكميم أفواه ومحاولة تكبيل لكل أحرار العالم. أفليست قضية فلسطين قضية إنسانية شاملة والجريمة جريمة ترتكب في حق كل الناس في العالم؟ أفليس العدوان الإسرائيلي على غزة الآن عدوان على كل أحرار العالم وأن المعركة تشن على القيم الإنسانية عبر كل الوسائل التي في يد الصهاينة؟ إن من يصمت الأن أمام هذا الهجوم الإسرائيلي السافر على فلسطين، فليعلم أنه يصمت بذلك على هجوم صهيوني يحصل اليوم ضد كل أحرار العالم. فيا أحرار العالم، هذه ليست قضية المسلمين وحدهم، إنها قضيتكم جميعا، لكن المسلمين بفلسطين وبالتحديد بغزة كبش الفداء الذي يستعمل لتكميم أفواه العالم، فليتكلم أحرار العالم وليقولوا كلام الحق أينما وجد. وليقولوا كلمة الحق كاملة في ما يحصل في فلسطين، وليقولوا كلمة الحق أينما كانت .بقلم: قهد الصايغ – شاعر مغربي