ارتأت ادارة الملتقى السينمائي لبني ملال أن تطلق اسم الناشط الجمعوي والثقافي الراحل عمر مديحي على الدورة الأولى (من 4 الى 7 يونيو 2014) لهذه التظاهرة السينمائية الفتية ، وأن تكرم روحه الطاهرة في حفل الافتتاح وذلك اعترافا بخدماته الجليلة والمتنوعة لمدينة بني ملال وساكنتها سواء من داخل كلية الآداب التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ، التي كان أستاذا بها ، أو من خارجها . وبهذا التكريم الرمزي والدال تساهم جمعية مهرجان ثقافات وفنون الخيال ، الجهة المنظمة للملتقى ، ومدعميها في ترسيخ قيم وثقافة الاعتراف . والمعروف عن الراحل الدكتور مديحي أنه كان يأخد زمام المبادرة في كل شيء ، في المسرح كما في السينما والرياضة وغيرها من المجالات . ألم يكن بالاضافة الى اشتغاله كأستاذ التعليم العالي بكلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال ورئيس سابق لشعبة اللغة العربية بها من أبرز وجوه الحركة الثقافية والجمعوية والرياضية بمسقط رأسه أبي الجعد حيث انخرط منذ المرحلة التلاميذية في الشبيبة الاتحادية وفي الحركة المسرحية وشارك في تأسيس أول جريدة محلية وكان رئيسا للاتحاد الرياضي بها وساهم في بعض أفلام صديقه المخرج المتميز حكيم بلعباس المصورة بأبي الجعد ؟ ألم يساهم بقسط وافر في تأسيس أول مهرجان سينمائي ، أيام عين أسردون للسينما المغربية ، ببني ملال سنة 2009 بمبادرة من جمعية الحكواتي للمسرح والسينما والتنمية الثقافية ؟ ألم يكن كاتبا وعضوا في هيأة تحرير جريدة " ملفات تادلة " ؟ ... رحم الله صديقنا عمر مديحي ، الذي كانت آخر مرة زرناه فيها بمنزله رفقة ثلة من المشاركين في ندوة " الأدب والسينما " التي احتضنتها كلية الاداب ببني ملال يومي فاتح وثاني مارس 2012 ، وفي الخامس من يوليوز من نفس السنة غادرنا الى دار البقاء بعد معاناة طويلة مع المرض الخبيث تاركا وراءه ذكرى حسنة وسمعة طيبة في أوساط المثقفين والجمعويين وعموم الطلبة والأساتذة بكلية بني ملال وخارجها ، وشكرا لمن فكر في اطلاق اسمه على هذه التظاهرة السينمائية تيمنا بريادته وتذكيرا بعطاءاته في هذا المجال .