رددت بعض الصحف الوطنية مقالات واخبار عن ظهور حركة جديدة جعلت شعارها " اسقاط حكومة بنكيران " وسمت نفسها حركة " تمرد" ونفت انها نقلت التسمية من مصر بل اوعزت التسمية الى الصدفة والتشابه وقد حاولت جاهدا معرفة خبايا هذا المعطى الجديد لكنني لم أجد إلا نفس التفسير الذي اعطيته في مقال سابق حول الربيع العربي الذي سميته بالخريف العربي لأن ماتعيشه هذه الدول التي أجمع الكل سواء صحفيون أو ساسة بانه ربيع ووقعو في شباك المثل المغربي الذي يقول " شاف الورد ماشافشي الحافة " وذلك لأن الربيع هو فصل تتباهى في الارض باجمل ورودها وربيعها ...... ولهذه الاسباب أردت ان افهم كلمة تمرد هذه التي اصبح الكل يرددها ويقلدون من ابتكروها في مصر دون معرفة الاسباب الحقيقية التي جعلت المصريين يتمردون على الشرعية إن صح هذا التعبير ، والمقلدين لها لدينا في هذا الوطن العزيز حسب معرفتي المتواضعة لم يفطنوا الى اللعبة التي تلعبها الدول العظمى وبعض الدول العربية التي لازالت شعوبها تحت المطرقة والسندان وهم وراء كل ما يقع في بلدان الثورات العربية بين قوسين ، ولنترك جانبا هذه الدول ولنخض في واقعنا نحن المغاربة السباقون في تحقيق العديد من الحقوق بدستور جديد وارادة ملكية خلاقة تعمل كل ما في طاقتها لصون هذا الوطن من السقوط في مطب اعداء الديمقراطية سواء من بين الدول التي لها باع طويل في زرع الفتن والحروب من اجل تنمية اقتصادها ببيع الاسلحة ةتصدير منتجاتها لتجعل كل الشعوب التي تبعتها مجالا للتجارب كما وقع في مصر اسقط النظام فصفقت جميع الدول وتمت انتخابات نزيهة فكانت ردود الفعل مشجعة وكذلك في توني وليبيا واستعصى عليها حل اشكالية سوريا والعراق قبل جميع هذه الدول وما زاد الطين بلة هو عدم تحمس هذه الدول التي تعتبر نفسها شرطي الديمقراطية وهي تنظر الى شعب يباد في سوريا والعراق ، فهل استوعب هؤلاء دعاة حركة تمرد على حكومة بنكيران الدرس ام انهم انساقوا وراء احزاب رفضت محاربة الفساد وهي التي كانت تنادي بمحاربته في حملاتها الانتخابية ظانة انها ستنال قصب السبق في الانتخابات لكن الشعب عايش هذه الاحزاب ابان فترات تسييرها للشان العام فنبدها رغم ان الاغلبية الساحقة لم تشارك في الاقتراع ورغم ذلك افرزت عن تصدر حزب معتدل همه الخروج بهذا الوطن الى بر الامان لكنهم وجدوا لوبيات متضلعة في الفساد وكانت هذه اللوبيات هي السبب الرئيسي في تفشي المحسوبية والزبزنية في هذا الوطن وبما انها احست بان ساعة المحاسبة بدات تقترب منها اخذت تضع العراقيل للحكومة لتنيها عن الخوض في ملفات الفساد العالقة منذ زمان ، فهل لم يستوعب الدرس هؤلاء المدعون انهم كونوا ما اطلقوا عليه حركة تمرد الدرس وهم يردون ان يتمردوا على التمرد الذي اصبح موضة جل الاحزاب المغربية التي الفت ضرع الوطن الحلوب لوحدها تاركة السواد الاعظم من الشعب يهيم وراء شعارات فارغة اطلقتها الاحزاب كطعم للاصطياد في الماء العكر ...... ومن هذا المنبر كمواطن عاد لا امارس الشياشة السائدة حاليا في وطننا ادعوا الشباب الى توخي الحذر من كل دعاة تمرد لمجرد ان احزابا ولوبيات الفساد لا تريد المسار الذي تسير فيه الحكومة الحالية وحذاري ان تقعوا في الحفرة طبقا للمثل الشعبي " شاف الورد ما شاقشي الحافة " بحيث ان قطف الورود وعدم الانتباه اسقط قاطف الورود في فج عميق اردته قتيلا.