يبدو أن حمى حركة التمرد التي دفعت بالجيش المصري إلى عزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور هناك وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد ، قد أصاب العديد من شبان الوطن العربي أسسوا بين عالمي الواقع والافتراض حركات تمردية تدعو إلى إسقاط الرؤساء والحكومات التي أتى بها الربيع العربي . وهكذا أطلق تونسيون " حركة تمرد من أجل تونس " ليصرحوا بعد تأسيسها بأيام قليلة عن نجاحهم في حشد الآلاف من التوقيعات ، تمهيداً لاحتجاجات شعبية هدفها إسقاط الحكومة الحالية والمجلس الوطني التأسيسي وتصحيح مسار الثورة، معربين عن تفاؤلهم بنجاح الحركة في تحقيق أهدافها خاصة بعد الحراك ، الذي قاده شباب حركة تمرّد المصرية ونجاحهم في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي . وغير بعيد عن تونس أسس شبان مغاربة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عدة صفحات ومجموعات تحمل اسم حركة "تمرد " تدعو إلى الاقتداء بالشباب المصري في تحقيق ما جاء لأجله الربيع العربي من " إسقاط الفساد والقطع مع الاستبداد " . وتعددت مطالب الصفحات " التمردية " المغربية واختلفت فيما بينها حول سقف المطالب التي سترفع في حال لو تم النزول إلى الشارع كما فعل شباب مصر ، وكما فعلت حركة العشرين من فبراير قبل عامين . وطالبت صفحة " تمرد بالمغرب " التي تم تأسيسها يوم أمس بإسقاط حكومة عبد الاله بنكيران باعتبارها فاقدة للشرعية لأنها لم تلتزم بالتصريح الحكومي ولم تنفذ ما وعدت به المغاربة . وقال أعضاء في ذات الصفحة التي انضم لها العشرات من الفايسبوكيين المغاربة إن " الحكومة التى لم تلتزم بالتصريح الحكو مي وهو بمرتبة تعاقد ان وقع اي خلال في الالتزام به تسقط العقدة وعليه فإن حكومة بنكيران وجب عليها أن تسقط طبقا للقانون " . وعلى عكس صفحة " تمرد بالمغرب " التي طالبت بإسقاط الحكومة فقط ، رفعت صفحة " تمرد المغربية " التي تأسست في منتصف الشهر الماضي على يد مجهولين من سقف مطالبها لتصل بها إلى حدود إسقاط النظام القائم في المغرب . وعن دواعي التفكير في تأسيس هذه الحركة قال القائمون على صفحتها الفايسبوكية إن " التفكير في انشاء حركة تمرد المغربية يأتي في اطار ما يتوجب فعله وما تتطلبه المرحلة الراهنة التي سد في افاقها كل طريق للاصلاح " . واستطرد القائمون على " تمرد المغربية " بأن " النظام المخزني لا يزال منتهكا لحقوق الشعب المغربي " وأن " الأوضاع الاجتماعية تتردى الى اسفل سافلين " ، مشددين على أن الرد الطبيعي والحل الجذري يجب ان يكون ب "اسقاط النظام .والخوض في تجربة الجمهورية المدنية للرقي بالوطن والشعب وسحب البساط من بقايا الاحتلال " . وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه هذه الصفحات إقبالا كبيرا على " تمردها " استهجن عدد من الفايسبوكيين المغاربة دعاوى هذا الصفحات ، مشككين في هوية منشئيها والقائمين عليها ، إذا اعتبرها البعض من صنع جزائريين يرومون التشويش على استقرار المغرب وأمان المغاربة ، ورأى فيها آخرون " تقليدا أعمى لفئات بعيدة عنا حاولت التمرّد فأصابت شعوبها بالتغدّد " . بيني وبينكم : نحن شعوب مقلدة بامتياز ،أشعلها البوعزيزي ونجحت تونس في أن تثور فقلدتها مصر و سوريا و ليبيا و المغرب و اليمن و الجزائر لدقائق معدودات ، فمن الثورات من قضت نحبها ومنها من تنتظر ،وهاهي حركة تمرد في مصر تتمرد على الشرعية ، وهاهي تونس " بقى فيها الحال " قامت فأنشأت بدورها حركة " تمرد " وهاهي تقلد . مصر في تمردها ، وانتظروا غدا أن نقلد نحن أيضا حركة تمرد في مصر وفي تونس ، وننزل إلى الشارع بقيادة حركة مالي وماصايمينش ، وهكذا تقليد وراء تقليد لا يكرس من جديد إلا جدل السيد والعبيد . وعلى رأي بوزبال : دعونا من التمرد وابحثوا فقط عن التبرّدْ راه الحال سخون بزايد