يناقش العديد من متصفحي موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الأحداث الجارية بمصر بكثير من الحدة والحماسة، فالأزمة المصرية التي تسبب فيها الإعلان الدستوري المقدم من طرف الرئيس محمد مرسي، لم تجعل الشارع المصري فقط ينقسم بين مؤيد ومعارض للرئيس، بل وصل مداها إلى رواد الفايسبوك المغاربة الذين تموقع بعضهم للدفاع عن قرار مرسي، بينما رأى البعض منهم أن قراره سيجر مصر نحو "التهلكة". ويظهر أن مؤيدي الإعلان الدستوري من المغاربة على الفايسبوك هم الأكثر حضورا، وهم من المتعاطفين مع التجربة الإسلامية ومع تنظيماتها بالمغرب، إضافة للكثير من المستقلين الذين يرون أن "الفلول" تحاول إفشال تجربة الإخوان المسلمين والانقلاب على الشرعية الديمقراطية للرئيس، مدعومة في ذلك بالأصوات العلمانية "الحاقدة" على الإسلاميين، ويستنجد هؤلاء بآراء بعض الشخصيات المصرية الوازنة كمحمد حسنين هيكل الذي صرح مؤخرا بأن ما يحدث في مصر "بلطجة وهمج من قوى مدعومة من الخارج بعد فشلها في الصندوق". بالمقابل، تظهر بعض "الأقليات" الفايسبوكية المغربية مناوئة للإعلان الدستوري ولقرارات مرسي الأخيرة، مشيرا إلى أن الرئيس المصري، أخطأ عندما أراد أن يصنع من نفسه ديكتاتورا، ولو بشكل مؤقت، مذكرين في الآن ذاته بأن من يحكم مصر ليس هو مرسي بل مرشد جماعة الإخوان المسلمين، التي تحاول تشديد قبضتها على البلاد رغم أنها لم تكن لتنجح لولا التصويت الانتقامي ضد أحمد شفيق، ويدعم هؤلاء موقفهم بحديث منسوب للإعلامي يسري فودة وإشارته إلى أن مرسي يكذب على المصريين وكذلك بمقالات الكاتب علاء الأسواني وعدد من الشخصيات الأخرى. هذه المواقف المتناقضة جعلت الاتهامات المتبادلة هي الغالبة على التعليقات المنشورة بذات الموقع الاجتماعي، فبعض الإسلاميين يتهمون العلمانيين بأنهم تابعون لأمريكا ولأوامرها، بينما يرد عليهم هؤلاء بأن الإسلاميين لا يصلون إل الحكم سوى للتضييق على الناس وخلق أشكال شمولية من الحكم. وحاول بعض الفايسبوكيين المغاربة إعطاء رأي موضوعي يجمع بين النقيضين، ككريم أمجون الذي كتب على حائطه قائلا:" ما يحدث اليوم في مصر إن رأيناه بكثير من التجرد والإنصاف تبدو فيه الصورة قاتمة من الجانبين، فلا قرارات الرئيس المعلنة ولا سكوته عن بعض الأمور صائب ، كما أن مواقف مؤيديه ليست تظهر كلها سماحة الإسلام ووسطيته ، في حين أن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها معارضوه لم يسبقهم إليها إلا الصهاينة في تعاملهم من الشعب الفلسطيني ". وهناك من الفايسبوكيين من دعا المغاربة إلى عدم الخوض بمثل هذه الحدة في مناقشة الأزمة المصرية، ومنهم منير كمال الذي كتب:" هناك مغاربة يؤيدون مرسي أكثر من المصريين نفسهم و هناك مغاربة يعارضون مرسي معارضة عمياء أكثر من المعارضة المصرية نفسها" مطالبا بوقف هذا النقاش الذي قسم المغاربة بين علماني وإسلامي، وهو كذلك ما دعا إليه المهدي بناصيري متحدثا عن أن الذي يقع بمصر يصعب على المصري الساكن بقلب القاهرة أن يحلله بمثل هذه البساطة التي يحلل بها المغاربة، مطالبا إياهم بالتركيز على "الحريرة" التي نعيشها يوميا في بلدنا.