[b]في يوم عصيب قدمت فيه الامة الاسلامية قطعة نقدية فريدة من نوعها عربون حب الارض والشهادة والاستشهاد، نهاية الاسبوع الماضي تحضرنا ذكرى الجريمة النكراء في حق طفل، في حق برعم من البراعم الفلسطينية، في حق طائر من طيور قافلة الشهداء، الشهيد محمد جمال الدرة المزداد في 22 نونبر 1988 الذي سقط شهيدا يوم 30 شتنبر 2000 في مشهد حي ومثير للشفقة ويحرك قلب الانسان الذي يرى ويلاحظ هذا المشهد امام عينيه. ونقل على عدسة مصور وكالة انباء فرنسية الى كل العالم بعجمه وعربه. امام هذا المشهد العظيم ارتايت الى ان استحضر معكم كلمة المصور الذي يعد الشاهد على هذه المذبحة الشرسة ضد طفل صغير السن مع ابيه حين خرجا الاثنين الى الساحة، ولم يحملان سلاحا والغريب في الامر انهما كانا اعزلين، محتميا مع ابيه وراء برميل. ولكن توالي الطلقات عليهم اصابتهما واسقطت الطفل شهيدا رغم الحماية التي وفرها له ابوه، الى ان مجموعة من الطلقات النارية كانت مصوبة جهة الطفل وابيه كما تقول الشهادة التي ساعيد عرضها بين ايديكم وهي كالتالي׃ قد بدأ إطلاق النار من مصادر مختلفة، إسرائيلية وفلسطينية، لم تدم أكثر من 5 دقائق. بعدها، قد بدا لي جلياً أن إطلاق النار ناحية الطفل محمد وأباه من الجهة المعاكسة لهم. بشكل مُركّز ومتقطّع، إطلاق النار كان بإتجاه مباشر ناحية الإثنان (الأب والطفل) وناحية المركزان (مراكز قوات حفظ الأمن الفلسطينية). المراكز الفلسطينية لم تكن مصدر طَلَقَات الرَّصاص، لأن الطلقات من هذان المركزان قد توقف بعد الخمسة دقائق من الصمت، ولم يكن الطفل والأب مصابين وقتها (وقت الخمسة دقائق)، ولكن الإصابة وحالة الوفاة قد وقعت وقت ال 45 دقيقة التي تلتها. أستطيع أن أجزم أن الطلقات التي أودت بمحمد الدرة وأبيه كانت من أبراج المراقبة الإسرائيلية المذكوره أعلاه، لأنه المكان الوحيد الذي من الممكن إطلاق النار تجاه الأب والطفل. إذاً من الناحية العقلية والمنطقية، وبسبب خبرتي الطويلة في تغطية مناطق الأحداث الساخنة ومناطق الاصطدامات العنيفة وتمييز أماكن طلقات الرصاص، أستطيع التأكيد أن الطفل قد قتُلَ عمداً وبدون أي مراعاة وبأن الأب قد أُصيب بواسطة القوات الإسرائيلية. انتهت شهادة المصور. فهذه الوحشية والبشاعة في القتل، التي دفعت الى اندلاع انتفاظة شتنبر 2000 دفعت خلالها فلسطين السليبة شهداء اخرين ومعتقلين لازال معظمهم يقبع وراء القضبان. فالى متى ستستحمل الارض المقدسة هذا الحقد الاسود؟ وما اثرت الموضوع الا للذكرى واخذ العبرة والحذر كل الحذر من مكائد وهمجية كيان الاحتلال الصهيوني، ومراعاة الاتفاقيات وتطبيع العلاقات مع من اسال دماء الاطفال والشباب والشيوخ، وما عملية اغتيال شيخ المقاومة احمد ياسين رحمة الله عليه منا ببعيد. [/B لحسن بلقاس [email protected] المملكة المغربية