[b] ضجة انسانية قبل ان تكون ضجة اعلامية للعدد الهائل من الناس الذي حصدته حادثة واحدة في يوم واحد اقل ما يقال عنه ״يوم اسود״ على كل المغاربة. اذ دعا العديد من الاصوات الى حداد وطني، و لم يعرف المغرب هذا العدد من الموتى في حادثة سير، بلغ الى حد اقصى 43 وفاة و25 جريح. الفاجعة تدل على اننا نتوفر على بنية تحتية يرثى لها، وشبكة طرقية اقل ما يقال عنها انها لاتلبي حاجيات الساكنة في الربط والتنقل وما الى ذلك من امور منها ماهو اقتصادي ومنها ماهوسياحي. وحادثة ״تشكا״ دالة على هذا الدرس والذي اهمله الكثيرين. فلابد على البنية التحتية من ان تكون في مستوى تطلعات المواطنين وبالتالي وسائل النقل، خصوصا منها وسائل النقل الثقيلة كالحافلات وكبريات الشاحنات التي تجوب هذه المناطق. فصيانة الطريق وتدبير امرها واخذها بعين الاعتبار يعد من بين الاولويات بل الضروريات، يعني ان تكون طرقنا في المستوى اللائق والمستوى الذي يعطي للانسان اريحية وهو يسوق وسلة نقل معينة، بل اكثر من ذلك هناك وسائل نقل اكل عليها الدهر وشرب. والمراقبة بكل انواعها ايضا تلعب دورا في مثل هذه الحوادث، من مرقبة طرقية وصولا الى المراقبة الميكانيكية لوسيلة معينة فالكل مسؤول. وكذا سائقي الحافلات على سبيل المثال الذين يكدسون المواطنين، ليس لشيء سوى للزيادة في الربح. وما الحادثة المفجعة التي وقعت في ״تيزي نتشكا״ الا مثالا حيا لمثل هذه الخرقات، التي لابد على المراقبين من اخذها بعين قانونية. فالقانون فوق كل اعتبار، حياة اولئك الناس في اعناق كل من سولت له نفسه القيام بامور تخل بالقانون العام والمساس بحياة المواطن. وهناك وسائل نقل مهترئة لابد من تغييرها لااستغلالها لان في استغلالها خطرعلى راكبيها. وصفنا اياه بالثلاثاء الاسود دلالة على قوة الفاجعة وكونه اسودا على اسر المنكوبين، و على اولئك الموتى الذين حصدتهم حرب الطروقات لذلك اليوم، والمغاربة الذين في قلوبهم ذرة احترام/ حزن على كل من ذاق الوفاة في تلك الليلة ليلة الحزن والاسى. لااولئك السهرنين على قنوات المجون والسهر منهم من يقول (مالنا ومالهم). فمجزرة ״تشكا״ كما سماها بعض الاعلاميين والكتاب رسالة الى كل من يحمل مسؤولية المواطنين ويسهر على راحتهم وطمانينتهم حتى لانسمع في الايام القادمة بيوم اسود اخر.