يحتاج نادي أتلتيكو مدريد الاسباني إلى نصف معجزة لتعويض خسارته ذهابا بثلاثية نظيفة أمام جاره ريال مدريد حامل اللقب، اليوم الأربعاء على ملعبه "فيسنتي كالديرون" في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان النادي الملكي تغلب على ضيفه ب"هاتريك لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو جعلته على مشارف بلوغ النهائي سعيا لإحراز لقبه الثاني عشر وتعزيز رقمه القياسي في المسابقة الأوروبية المرموقة. وفي السنوات الأربعين الماضية لم ينجح أتلتيكو في الفوز على الريال بثلاثة أهداف نظيفة على أرضه سوى مرة يتيمة، كانت منذ سنتين في الدوري المحلي (4-0)، علما بأن أي ناد لم ينجح بقلب تأخره بفارق هدفين أو أكثر في نصف النهائي. وهذه المرة السادسة التي يبلغ فيها أتلتيكو نصف النهائي والثالثة في 4 سنوات، من دون أن يحصل على شرف التتويج اذ خرج أمام ريال في 1959 وأجاكس أمستردام الهولندي في 1971، وتخطى سلتيك الاسكتلندي في 1974 وتشيلسي الانكليزي في 2014 وبايرن ميونيخ الألماني في 2016. ولم يخسر أتلتيكو على أرضه في نصف النهائي، اذ فاز اربع مرات وتعادل مرة واحدة، كما لم يتلق أي هدف في ملعبه. من جهته، يخوض ريال مدريد نصف النهائي للمرة السابعة على التوالي (رقم قياسي) في النسخة الحديثة من المسابقة، والثانية عشرة (رقم قياسي أيضا) بفارق مشاركة واحدة عن مواطنه برشلونة. وفي المجمل، يخوض ريال مدريد نصف النهائي ال28 في البطولة بدء من موسمها الأول في 1956. لكن ريال الذي لم يخسر هذا الموسم في المسابقة (8 انتصارات و3 تعادلات)، فاز مرة يتيمة في آخر 7 زيارات خارج ملعبه في نصف النهائي. وستكون المباراة عاطفية جدا لأتلتيكو لأنه يخوض مباراته الأوروبية الأخيرة على ملعب "فيسنتي كالديرون" الذي احتضنهم منذ 1966 قبل الانتقال إلى ملعب "لا بينيتا". يسعى ريال إلى تكريس العقدة القارية التي شكلها لجاره ولأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب المسابقة منذ ميلان عام 1990. وتواجه الفريقان 4 مرات في المسابقة، بينها ثلاث مرات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وكانت الكلمة الفصل للنادي الملكي الذي توج بلقبين على حساب جاره معززا سجله القياسي في المسابقة برصيد 11 لقبا. وتواجه ريال مدريد مع أتلتيكو في نهائي 2014 في لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، في مباراة تقدم فيها أتلتيكو 1-0 حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل أن يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر المنافس الى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف. وأوقعت القرعة الفريقين في الموسم التالي في ربع النهائي فتعادلا سلبا ذهابا وفاز ريال 1-0 إيابا، قبل أن يخرج من دور الأربعة على يد يوفنتوس الايطالي الذي خسر النهائي أمام الغريم التقليدي برشلونة. وكانت المواجهة القارية الأخيرة بين الجارين اللدودين العام الماضي في النهائي بمدينة ميلانو الايطالية، وحسمه ريال بضربات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 1-1. وتواجه الفريقان في نصف نهائي المسابقة بصيغتها القديمة (كأس الأندية الأوروبية البطلة) خلال موسم 1958-1959 حين فاز ريال ذهابا 2-1، ورد أتلتيكو إيابا 1-0، فاحتكم الطرفان إلى مباراة فاصلة (لم يكن معتمدا حينها فارق الأهداف المسجلة خارج القواعد). وفاز النادي الملكي وقتها 2-1 بواسطة الأسطورتين ألفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينك بوشكاش. كما يطمح الريال لمواصلة مشواره القاري في سعيه إلى تحقيق ثنائية نادرة (الدوري المحلي ودوري الأبطال) للمرة الأولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامي 1957 و1958 بقيادة الراحل دي ستيفانو. ويتقاسم ريال مدريد صدارة الليغا مع غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب برصيد 84 نقطة قبل مرحلتين من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادي الملكي أمام سلتا فيغو. ولم يفز ريال مدريد بلقب الدوري المحلي منذ 2012 وهو غالبا ما كان يضحي بالليغا من أجل المسابقة القارية العريقة، كما أنه يتوج بالأخيرة في المواسم التي يعاني فيها الأمرين محليا. واكتسح ريال مضيفه غرناطة 4-0 في المرحلة الأخيرة سجلت جميعها في الشوط الأول، فيما عزز أتلتيكو مدريد حظوظه بنيل بطاقة التأهل المباشر الثالثة إلى دوري أبطال أوروبا اثر فوزه على إيبار 1-0 السبت بهدف ساوول نيغويز. ويبحث مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان عن لقبه الثاني على التوالي في المسابقة، علما بأنه دافع عن ألوان النادي من 2001 إلى 2006 كلاعب وأحرز معه دوري الأبطال عام 2002. ونجح زيدان بتدوير تشكيلته بين البطولتين المحلية والقارية، فسجل الكولومبي خاميس رودريغيز 9 أهداف في آخر 11 مباراة والمهاجم البديل ألفارو موراتا أربع مرات في آخر 4 مباريات. ولا شك بأنه سيعول على رونالدو الذي أصبح أول لاعب يسجل ثلاثيتين على التوالي في الأدوار الإقصائية، والذي سجل 88 من أهدافه ال400 مع ريال مدريد في دوري الأبطال. ويغيب عن تشكيلة ريال جناحه الويلزي غاريث بايل وظهيره الأيمن داني كارفاخال وقلب الدفاع البرتغالي بيبي للإصابة، ما يعني أن تشكيلته قد تشهد مشاركة لاعب الوسط ايسكو والمدافع ناتشو أساسيين.