تمت، مساء أول أمس السبت، بحي وادي الذهب بمدينة تمارة، إعادة تمثيل جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الزميل حسن السحيمي، المصور الصحافي بوكلة المغرب العربي للأنباء، بحضور ممثلي مختلف المصالح الأمنية والقضائية، وجمهور غفير من المواطنين. وقبل ذلك، قرأ الصحافيون الحاضرون لمتابعة أطوار تمثيل هذه الجريمة، الفاتحة ترحما على روح زميلهم. وحوالي الساعة الخامسة مساء، وتحت حراسة أمنية مشددة، وبعد وضع حواجز أمنية، تم استقدام متهمين اثنين على متن سيارة للشرطة، يشتبه في تورطهما المباشر في ارتكاب هذه الجريمة المقرونة بجناية السرقة الموصوفة. حيث تمت إعادة تمثيل مختلف أطوار الجريمة، بشقة الراحل، بعيدا عن أعين ممثلي الصحافة، الذين منعوا من ولوج الإقامة السكنية التي كان يقطن بها الراحل. هذا، وبمجرد وصول سيارة الشرطة لباب الإقامة السكنية، ارتفعت أصوات المواطنين، تطالب ب "الإعدام" للمتهمين. ووفق مصادر مطلعة، فالمتهم للرئيسي ليس سوى صديق الضحية، الذي كان مرفوقا بقريب له، لمساعدته في تنفيذ الجريمة، التي يبدو أنها كان مخططا لها. وقد ترك المتهمان نافذة الشقة مفتوحة، حتى لا تفوح منها رائحة الجثة، لكن اختفاء الضحية، وعدم حضوره للعمل في اليوم الموالي لاقتراف الجريمة، جعلت زملاءه يتصلون بشقيقته، التي اتصلت بدورها بالشرطة، ليكتشف الجميع، بشاعة الجريمة المقترفة في حق الراحل، الذي كان يشهد له الجميع بطيبوبته، ودماثة أخلاقه وسلوكه. وكانت مصالح الأمن بمدينة تمارة، قد عاينت، مساء الأربعاء الماضي جثة الراحل، الذي وجد مقتولا داخل شقته، وهي تحمل آثارا للعنف والخنق، كما تمت معاينة بعثرة كبيرة لجميع مشتملات المنزل. وأسفرت الأبحاث الميدانية والخبرات التقنية التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية بمدينة تمارة، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بعد مضي يوم واحد على اكتشاف الجريمة، عن توقيف خمسة مشتبه فيهم، اثنين منهم يشتبه في تورطهما المباشر في ارتكاب جريمة القتل العمد المقرون بجناية السرقة الموصوفة. وأوضحت المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغ لها أنه جرى توقيف المشتبه فيهما المتورطين بشكل مباشر في اقتراف هذه الجريمة بمدينتي مكناس وسيدي قاسم، بعدما تم تشخيص هويتهما انطلاقا من تحليل ومطابقة الآثار والأدلة البيولوجية والمادية المرفوعة من مسرح الجريمة، كما تم العثور بحوزتهما على منقولات شخصية تمت سرقتها من شقة الهالك. وقد ووري جثمان الراحل الثرى إلى مثواه الأخير بإحدى المقابر بمدينة تمارة، بعد صلاتي الجمعة والجنازة بمسجد الأندلس، في موكب جنائزي مهيب. وجرت مراسم التشييع بحضور أفراد أسرة الفقيد وأقاربه وذويه، إلى جانب العشرات من الصحفيين والعاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء وحشد كبير من زملاء الراحل.