احتضنت مدينة الناظور، فعاليات المهرجان الثاني للمبدعين الشباب، المنظم تحت شعار" في رحاب القصيد: ثقسيسث – زجل – فصحى" من طرف رابطة الكتاب الشباب بالريف مؤخرا، بقاعة العروض التابعة للمركب الثقافي لاكورنيش، بحضور مختلف الوجوه الثقافية والفنية والجمعوية. استمع الحضور إلى أساليب مختلفة من الشعر «التفعيلة، الموزون، النثر، المحكي»، أنشد فيها المشاركون للأرض والإنسانية والعدل والحبيبة. ويأتي هذا المشروع ضمن توجهات رابطة الكتاب الشباب بالريف لدعم الإبداعات الشبابية باتجاهاتها المتنوعة. وقد خصصت الفترة الصباحية من اليوم الأول لاستقبال الضيوف، فيما خصصت الفترة المسائية لافتتاح المهرجان بالاستماع إلى كلمة رئيس الرابطة القاص والشاعر محمد خالدي وتلتها كلمة مندوب وزارة الصناعة التقليدية بالناظور الحسين ستيتو والذي أعلن عن انطلاق فعاليات المهرجان الشبابي. وتميزت فعاليات الدورة الثانية من المهرجان بعرض مسرحية شعرية، اتخذت من الشعر – الفصيح والزجل والأمازيغي – حوارا لها، لتجسد بشكل قوي شعار المهرجان، وتمتع الحضور. وهي من أداء قيدوم المسرحيين بالريف الأستاذ عبد الغني بوحمدي، وبمشاركة كل من رشيد فارس وخديجة فارس وجواد أشهبار وياسين بوقراب إضافة إلى الشابتين زهرة ولبنى. كما تم الاحتفاء ب "شاعر الناظور" الأستاذ القمري الحسين، وهو شاعر ومسرحي من أبناء المنطقة الأوائل الذين دخلوا عالم المسرح، وساهم في تنشيط الحركة الثقافية والمسرحية بالريف تكوينا وتأطيرا وإخراجا، وله دراسات قيمة في المجال المسرحي. وفي كلمات تحدث المسرحي الكبير فخر الدين العمراني عن المحتفى به وقد حضر بالنيابة عنه لظروفه الصحية التي ألزمته المستشفى، ثم احتفى به الكاتب الخضر الورياشي بورقة خاصة تليق بالمناسبة. ثم تسلم الأستاذ العمراني درع الرابطة وشهادة التكريم وعملا فنيا قدمته الفنانة إيمان الشراك التي أبت إلا أن تشارك بعمل من أعمالها الفنية. كما عاهدتنا رابطة المبدعين الشباب بالريف دائما بدعم المبدعين الشباب، فقد قررت إصدار ديوان شعري مشترك موسوم ب "في رحاب القصيد" والذي اتخذ شعارا لهذه الدورة، وقد شارك فيه 15 شاعرا وشاعرة. وهو يقع في 129 صفحة من الحجم المتوسط. وتخللت فقرات المهرجان جلسة نقدية خصصت للحديث عن ذات الديوان، وهي من تأطير الدكتورة إلهام الصنابي، التي حملت على عاتقها مهمة تنقيح وتقديم العمل المشترك، وحاورها الإعلامي عبد الله رحو. كما ارتأت إدارة المهرجان تقديم جائزة القصيدة الذهبية التي اعتبرت أيقونة الديوان، وقد حملت الجائزة اسم الدكتورة إلهام الصنابي عرفانا لما قدمته من اهتمام للديوان الجماعي، وقد حاز الشاعر عبد الغفور العوداتي من مدينة الحسيمة على الجائزة. استهلت الرابطة برنامج اليوم الثاني من المهرجان بتنظيم رحلة سياحية واكتشافية إلى المنتجع السياحي أطاليون، في الفترة الصباحية، ليتعرف المشاركين على المؤهلات السياحية والبحرية التي تزخر بها المدينة. وبعد استراحة الغذاء، انطلقت الفترة المسائية التي عرفت حضور مندوب وزارة الثقافة بالناظور السيد حفيظ البدري، بجلسة نقدية حول كتابات الشباب، من تأطير الدكتور نور الدين الفيلالي و الأستاذ الباحث عبد الواحد ابجطيط، وتسير القاصة رامية نجيمة. تطرق الناقد الفيلالي في مداخلته إلى مجموعة من النقط المتمحورة حول أدب الشباب بين انسداد الافق والفشل المحتوم. فيما غاص الباحث أبجطيط في تجربة الكتابة الإبداعية لدى الشباب وتوقف عند التحديات والرهانات، إضافة إلى تطرقه للحديث عن سماسرة الأدب، والريع الثقافي. ثم فتح باب النقاش والمداخلات للجمهور الذي شارك وبكثافة في طرح نقط مهمة أيضا في الموضوع ذاته. وقد أثنى الحاضرون على التنوع الذي تميزت به فقرات الحفل الثقافي والشبابي، ما بين قراءات شعرية توزعت على ثلاث جلسات إبداعية شارك فيها ما يقارب 40 شاعر وشاعرة، ووصلات موسيقية وغنائية شارك فيها الفنان عبدالعلي الرحماني، وكوميدية أشرف عليها فريق ريف كوميدي برئاسة الفنان مراد الميموني ومشاركة الطفلة المبدعة آية بزغوت، بالاضافة الى معرض للكتاب المحلي والجهوي بشراكة مع مكتبة الورياشي و الجلسات النقدية الجادة. وترسيخا لأهداف رابطة الكتاب الشباب بالريف، احتفى مكتبها المنظم للمهرجان بفريق ريف كوميدي و بفريق محترف امزيان للمسرح وبالفنان سليمان بوشرفاتي الذي ساهم في تأثيث فضاء منصة العرض بأعمال خشبية ويدوية من صنعه، إلى جانب الأواني التقليدية والمفروشات والديكورات التي ساهمت بها مندوبية الصناعة التقليدية بالناظور.