أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالين هاتفين منفصلين، أول أمس الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الضربة الجوية الأميركية في سوريا الأسبوع الماضي. وقال البيت الأبيض في بيان إن ماي وميركل عبرتا عن دعمهما للتحرك الأميركي واتفقتا مع ترامب "على أهمية تحميل الرئيس السوري بشار الأسد المسوؤلية" عن هجوم خان شيخون بريف إدلب وأودى بحياة عشرات المدنيين. واعتبر ترامب وماي خلال محادثة هاتفية بينهما أن هناك "فرصة" لإقناع روسيا بالتوقف عن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن "رئيسة الوزراء والرئيس اتفقا على أن هناك الآن نافذة فرصة لإقناع روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد في مصلحتها الاستراتيجية". وأضافت المتحدثة أن ماي وترامب اعتبرا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى روسيا الثلاثاء "تشكل فرصة لإحراز تقدم نحو حل يؤدي إلى تسوية سياسية دائمة". وأتت المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي ورئيسة الوزراء البريطانية بعيد ساعات على الدعوة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى موسكو لإنهاء دعمها للأسد. وكان جونسون قد ألغى زيارة مقررة إلى موسكو السبت بسبب دعمها للنظام السوري، بعدما أدى هجوم كيميائي على بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة السورية في محافظة إدلب إلى مقتل 87 شخصا، بينهم العديد من الأطفال. ودفع الهجوم الإدارة الأميركية إلى توجيه ضربة صاروخية على قاعدة عسكرية تابعة للنظام السوري في وسط البلاد. التحرك مجددا وأعلن البيت الأبيض أن ترامب مستعد لإجازة هجمات إضافية على سوريا إذا استخدمت حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية مجددا أو البراميل المتفجرة. وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحافي يوم الاثنين "مشهد الناس وهم يُضربون بالغاز ويُقصفون بالبراميل المتفجرة يؤكد أننا إذا رأينا هذا النوع من الأعمال مجددا.. فإننا نبقي احتمال التحرك في المستقبل قائما". وأضاف "إذا أطلقت الغاز على رضيع.. أو ألقت برميلا متفجرا على أبرياء.. ستواجه ردا من هذا الرئيس". والبراميل المتفجرة هي براميل نفط أو اسطوانات مملوءة بالمتفجرات والشظايا. وأمر ترامب بضربة بصواريخ توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا الأسبوع الماضي ردا على ما تقول واشنطن وحلفاؤها إنه هجوم بالغاز السام للجيش السوري قتل فيه عشرات المدنيين بينهم كثير من الأطفال. وقال سبايسر لاحقا إن ذكره للبراميل المتفجرة كسبب محتمل لمزيد من التحركات من جانب الولاياتالمتحدة لا يعكس تغيرا في الموقف. وأضاف عبر البريد الإلكتروني "لم يتغير شيء في موقفنا". وتابع "يحتفظ الرئيس بخيار التحرك في سوريا ضد نظام الأسد كلما كان ذلك في المصلحة الوطنية مثلما تقرر عقب استخدام تلك الحكومة للأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها. وكما أوضح الرئيس مرارا.. فهو لن يبلغ أحدا بردوده العسكرية". وقتل أكثر من 320 ألف شخص في سوريا منذ اندلاع الحرب التي بدأت عام 2011 بتظاهرات سلمية مطالبة بالاصلاحات.