نظمت جمعية (التطلع للمواطنة والتنمية)، مساء الثلاثاء الماضي بالمسرح الوطني محمد الخامس ,سهرة فنية خصصت للاحتفال بالموسيقى الحسانية، التي تميز اللون الطربي بالأقاليم الجنوبية، وتعد رافدا أساسيا من روافد التراث المغربي الأصيل. وتميزت هذه الأمسية الفنية، التي نظمت تحت شعار «الإبداع في خدمة القضية الوطنية»، بتقديم وصلات موسيقية ومقاطع غنائية حسانية على إيقاع آلات موسيقية تقليدية متنوعة ك «الطبل» و»تيدنيت» و»تصفاك» و»القيثارة» ساهمت في أدائها فرقة (بنات عيشانا) من كلميم برئاسة الفنانة يمدح سلم وفرقة الفنان باعمر إيسلمو من الداخلة. كما ساهمت الفنانة أم الغيث بنت الصحراوي، خلال هذا الحفل المنظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وبشراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية، وصندوق الإيداع والتدبير، بأدائها لأغنية بعنوان «هيلالة» التي تجاوب معها الجمهور وتمايل مع إيقاعاتها. وعلى إيقاعات الآلات الموسيقية التقليدية أتحفت الفنانة الموريتانية النوهى منت دندني الجمهور بإحدى أغانيها المعروفة بعنوان «اسويدية» التي تحيل على التراث الحساني الصحراوي العريق. وتمثلت أقوى لحظات هذه الأمسية الحسانية، في الاحتفاء بنجم الأغنية الحسانية بالأقاليم الجنوبية الفنان الناجم محمد عمر الذي اشتهر بأغانيه التي تمزج بين التراث الموسيقي الحساني والموسيقى العربية والإفريقية والغربية. ويعد الفنان الناجم محمد عمر أحد رواد الأغنية الحسانية نظرا لعطائه الغزير ومساره الطويل في هذا المجال الذي بدأه منذ ستينيات القرن الماضي، كما أن له رصيد غنائي يتجاوز 40 أغنية حسانية أشهرها «خليني عنك»، ويا بيي بيك»، و»أنا وحدي في الدار»، و»أأنت تثور علي». وقد أمتع الفنان الناجم، خلال هذا الحفل، الجمهور بأغنيتين من أغانيه الخالدة ك «خليني عنك» و»أنا وحدي في الدار». وأكد رئيس جمعية (التطلع للمواطنة والتنمية بالعيون) السيد أحمد الزاهرة، أن تنظيم هذه الليلة الحسانية يندرج في إطار تعزيز التنوع الثقافي بالمغرب والسعي إلى تطوير التراث الحساني الصحراوي وعصرنته والعمل على انتشاره بشكل أوسع باعتباره يدخل ضمن الفسيفساء الذي يتشكل منه التراث المغربي الأصيل. وأشار السيد الزاهرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الأمسية الفنية هي فرصة للجمهور من أجل التعرف على ما تزخر به الأقاليم الجنوبية من غنى وتنوع تراثها الفني الأصيل، وكذا السفر بالحضور عبر هذه المناطق الصحرواية لملامسة سحرها الإبداعي والفني. وحول اختيار موضوع «الإبداع في خدمة القضية الوطنية» كشعار لهذه الليلة الحسانية، أبرز السيد الزاهرة أن «الإبداع كان دائما في خدمة القضية الوطنية، كما أن له تأثير في استنهاض الهمم للدفاع عن ثوابت الأمة». وتهدف جمعية (التطلع للمواطنة والتنمية بالعيون)، التي تأسست سنة 1993، إلى ترسيخ قيم المواطنة عبر الأنشطة الثقافية من مسرح وفنون جميلة والمساهمة في نشر الوعي الجمعوي وإذكاء روح التعاون والمواطنة.