المؤتمر سيعرف مشاركة أزيد من 500 شخصية دولية وفلسطينية وسيبحث في تشكيل آلية للترافع أمام المحاكم والمنتديات الدولية تستعد العاصمة الرباط لاحتضان المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 23 يناير المقبل، الذي بدأ التحضير له منذ شهر يوليوز الماضي. وتواصل اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الأول من نوعه في بلادنا، اجتماعاتها واتصالاتها لإتمام الإجراءات والترتيبات النهائية لهذه التظاهرة الدولية التي تروم «فضح جرائم العدو الصهيوني داخل معتقلاته سواء من حيث كيفية الاعتقال أو ظروفه، وكذا المخالفات المتعلقة باتفاقية جنيف ذات الصلة بأسرى الحرب»، وفق ما صرح به لبيان اليوم محمد بنجلون الأندلسي رئيس اللجنة التحضيرية ورئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وسيعرف هذا المؤتمر، حسب نفس المصدر، «مشاركة وازنة لخبراء وفعاليات وشخصيات دولية أممية وعربية وفلسطينية، سياسية وحقوقية وقانونية، من أجل تحديد المواقف وأساليب العمل لمتابعة الكيان الصهيوني الغاشم»، وأضاف الأندلسي، أنه نتيجة لدقة ما هو مطلوب، حرصت اللجنة التحضيرية على ألا ينعقد المؤتمر إلا إذا توفرت كل المتطلبات البشرية الضرورية لجعله محطة انطلاق لمشروع نضالي إلى جانب الأسير الفلسطيني. وهو ما حدا باللجنة التحضيرية يقول رئيسها «إلى عقد مجموعة من الندوات التحضيرية ذات الصلة بالمؤتمر، في مجالات حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، بحضور مجموعة من الخبراء الدوليين، خلصت من خلالها اللجنة التحضيرية إلى مجموعة من الوثائق هي بمثابة أدوات اشتغال المؤتمر»، وكان ذلك، وفق إفادة بنجلون الأندلسي، من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تأجيل انعقاد المؤتمر الذي كان مقررا تنظيمه أيام 15،16 و17 أكتوبر الماضي. ومعلوم أن وفد نادي الأسير الفلسطيني يحل هذه الأيام بالمغرب للاطلاع على سير الأشغال التمهيدية وعقد اجتماعات مع أعضاء اللجنة التحضيرية لوضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر، وكان محمد بنجلون الأندلسي قد صرح في وقت سابق لوسائل الأعلام الوطنية والدولية، أن التحضيرات والاتصالات جاريه على قدم وساق مع جميع المؤسسات في أوروبا وأمريكيا والدول العربية من أجل المشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن عدد المشاركين سيصل إلى حوالي 500 شخصيه دوليه وفلسطينيه، بالإضافة إلى حضور ومشاركة عدد هائل من ممثلي المنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية. كما سينكب المؤتمر على مناقشة الجوانب القانونية والإعلامية والاجتماعية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تدويل هذا الملف من أجل تفعيل القرارات الأممية الصادرة لفائدتهم والتي تلزم إسرائيل على معاملتهم طبقا لاتفاقيات جنيف وللقانون الإنساني الدولي. كما سيعرف المؤتمر، تشكيل فريق يضم خبراء في القانون الدولي والذين بإمكانهم الإحاطة بمختلف الجوانب القانونية للترافع أمام الهيئات الأممية لحقوق الإنسان كمجلس حقوق الإنسان بجنيف، بل واستغلال الإمكانيات الهائلة التي تتيحها العديد من آليات المتابعة خاصة أمام محكمة الحقوق الأوربية والمحكمة الجنائية الدولية بروما. من جانب آخر، عبر رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، محمد بنجلون الأندلسي، عن ابتهاجه باعتراف كل من دولتي البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطين، على اعتبار أن هذا الاعتراف الذي جاء من أمريكا اللاتينية، يشكل الجواب الطبيعي الذي ينبغي أن يقتدي به الجميع، لإجبار إسرائيل على أن تتخلى عن غطرستها وعدوانيتها وعن محاولتها استنزاف القضية الفلسطينية عن طريق التفاوض الذي تحرص على أن يدور في حلقة مفرغة باستمرار. مشيرا إلى أن المطلوب الآن من الولاياتالمتحدةالأمريكية هو الاعتراف بدولة فلسطين كموقف صادق يضع إسرائيل أمام الأمر الواقع ويجسد السلام الحقيقي وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية. ومعلوم أن المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني الذي سينعقد بالرباط، يكتسي طابعا أكاديما وعلميا يحضره متخصصون للتباحث في الآليات والإجراءات العملية للترافع لدى المنتظم الدولي والمحاكم الدولية والوطنية بهدف فضح السياسات الإسرائيلية التعسفية بحق الأسرى القابعين في السجون والتي تنتهك القانون الدولي، وذلك في سياق المطالبة بتوفير الحماية القانونية والإنسانية للأسرى ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب وجرائمها ضد الإنسانية التي ارتكبت بحقهم منذ بداية الاحتلال. وبهذه الغايات، يكون مؤتمر الرباط، نسخة غير مطابقة ل «مؤتمر الجزائر» الذي أريد له أن يكون «عربيا ودوليا» رغم أنه لم يتجاوز حجم المهرجان الخطابي حيث يتم التعبير عن المواقف السياسية التي قد تكون أحيانا خارجة عن الموضوع مثل ما حدث في هذا المؤتمر الذي حاول المشرفون عليه إقحام عناصر البوليساريو بشكل قسري، وتم فيه تشبيه مقيت بين المغرب وإسرائيل من خلال الحديث عن من وصفوهم ب «الأسرى الصحراويين في السجون المغربية»، في انزياح مفضوح عن المقاصد المعلنة والمتمثلة في نصرة الأسير الفلسطيني. وكان سطو الجزائر على موضوع وفكرة الرباط الذي كان يحضر له منذ يوليوز الماضي، يندرج في سياق السباق المحموم الذي دأبت عليه الجزائر في مناسبات عديدة بهدف استغلال الفرص لإبراز عدائها الدفين للمغرب ولمؤسساته المدنية والسياسية الرسمية والشعبية. ودون الدخول في تقييم لما سمي مؤتمر «الجزائر» من حيث أسلوب وطريقة تنظيمه، أو مستوى نجاحه أو فشله، فإن المغاربة يعتبرون أن القضية الفلسطينية بصفة عامة وقضية الأسير بصفة خاصة، هي أكبر من أي تسابق أو إقحام في قضايا أخرى، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمخلفات الحرب الباردة التي لا زالت الجزائر لم تتخلص منها، لأن ذلك لن يزيد إلا في تشتيت الجهد العربي ومحورة تفكيره في قضايا هي بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية التي يعتبرها المغاربة قضية وطنية بنفس حجم قضية الصحراء المغربية.