وأخيرا استفاقت غالبية «منتخبي» وزان معلنة التمرد على رئيس المجلس البلدي الذي سيجد نفسه شبه وحيد بعد أن كان قد اعتقد بسط نفوذه على دار الضمانة.... اعتقاد ترسخ لدى الحاشية والرئاسة نفسها والحواريين بعد الإقالة الغير قانونية لثلاثة نواب سبق أن ضرب معهم صفقة القرن يوم 22 يونيو 2009... إقالة كان إدراجها قد مر تحت أنف السلطة الوصية من دون أن تشعل الضوء الأحمر في وجه من كان يسابق الزمن لخدمة أجندة معينة.... التمرد الحالي ترتب عنه اصطفافا جديدا.... اصطفاف لا يستسيغه العقل: العدالة والتنمية تعانق بحرارة غريمها السياسي الأصالة والمعاصرة، والإثنان يشدان على باقي الطيف الحزبي..... كل هذا ملفوفا بالإيمان القوي بأن لاقوة قادرة على نسف مجموعة الموالاة كما حدث مرات عدة لأن حاميها اليوم جاه ومال و...... «جميعا من أجل إنقاذ وزان» إنه شعار التعبئة الذي تردده «أغلبية» اليوم....إنه نفس الشعار الذي استعمله هؤلاء بالأمس القريب لحمل المراد اسقاطه اليوم إلى رئاسة المجلس البلدي! هل يمكن لساكنة المدينة وفعالياتها ومناراتها المحسوبة على رؤوس الأصابع أن تثق في ارتدادات اليوم وتحملها محمل الجد؟ أم أن السباق من أجل اللعب فوق رقعة شطرنج 2012 قد انطلق؟ لندع كل هذا وذاك، ولنتسلح بحسن النية (ونقدروا نباتو معا الحيا) بحيث يمكن أن نجزم بأن ما يقع بالمجلس البلدي لمدينة وزان ليس حدثا عابرا، بل إنه تقيح في جسم مريض. فقد تعددت المناسبات منذ الدخول الاجتماعي التي تحدثت فيها الأغلبية عن المناطق المعتمة وبؤر الفساد.... قالت ذلك في محاولة عامل الإقليم رأب الصدع حين أنصت إليهم في لقاء المكاشفة الذي سبق دورة أكتوبر...... تحدثوا عن تعطيل المشروع الملكي لتأهيل وزان وأشاروا بأصابع الاتهام لمن يقف وراء ذلك...... بحت حناجرهم وهم يتحدثون عن الانزلاق الذي يعرفه ملف العمران..... رفعوا أصواتهم مطالبين بفتح تحقيق حول ترحيل ملفات خارج مقر الجماعة.، وتساءلوا عن سرالإصرار في النبش في أرشيف الجماعة بعيدا عن الأنظار.... تعرضوا لجو الرعب والإهانة الذي أصبح يشتغل فيه موظفو الجماعة وعمالها...... رددوا بالقاعة المكيفة قصيدة الديكتاتور العربي لصاحبها محمود درويش ليخلصوا بأن تدبير شؤون الجماعة يقبض عليها بيد من حديد ودليلهم على ذلك تعطيل اجتماعات المكتب منذ انتخابه.... تعطيل اشتغال لجان المجلس، وإن سمح لها بالاجتماع فلا فائدة من قراراتها.. توقفوا مطولا بتهديد بعض المواطنين والخصوم السياسيين في أرزاقهم ومصادر عيشهم.... و..و.. خلصوا إلى المطالبة بالاحتكام إلى الميثاق الجماعي في فصله 25.... وقبل أن ترفع الجلسة وينتشروا في المدينة لنشرغسيلهم يقول مصدرنا ختمها (الجلسة) عامل الإقليم بحكمة أو رسالة مشفرة تقول: آخر الدواء هو الكي...... اعتقد ذوي النظر القصير بعد هذه الجلسة الصاخبة بأن المياه ستعود إلى مجاريها بين الصقور، لكن هبت الرياح بما لا تشتهيه السفن بحيث ستتوسع دائرة الأغلبية المعارضة لتسقط بشكل مدوي مشروع الميزانية. صفعة يستشف منها بأن المجلس قد دخل منطقة العواصف الكبرى، لا أحد يدري كيف ستحسمه الجهة الوصية، لأننا مازلنا مترددين في تحديد نوع النظارات التي تستعملها وطبيعة الألوان التي تعكسها لها.