تتشابك أيديهما، وهما يتجولان في الحديقة العمومية، في المساء ويملأ بطنه خمرا فيضربها حتى تفقد الوعي. في المقهى مع أصدقاءه يتناقشون حول المساواة بين الرجل والمرأة. في التلفزيون تتابع المرأة مسلسلها المفضل «حب وعذاب»، ما أن يغادر زوجها البيت حتى تسارع في الضغط على زر الجهاز لتنطلق موسيقى جنريك المسلسل، تسبح في سماوات أحداث الحلقة، تحفظ عن ظهر قلب حوارات الممثلين والممثلات. أحيانا كانت تنطق ببعض الألفاظ في حوارها اليومي مع زوجها بلغة المسلسل كيفما كان أصلها، غير أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، فقد تبنت قضية البطلة التي كانت في صراع مع البطل زوجها في المسلسل. أكل الشك قلبها بعدما أصبح الزوج يتأخر عن البيت على غير عادته، تملك الخوف والقلق أجنحة بيت بطلتنا في القصة، فأصبحت أحاسيسها مضطربة تجاه زوجها، في السابق كانت خضوعة قنوعة مقتنعة!! أما الآن فقد تحولت الى شخص آخر لا تعلم الى أين سيؤدي بها هذا الاحساس الرهيب الذي ينتابها كل ليلة، ويقض مضجعها. رتبت جلستها أمام التلفاز كعادتها هذه الليلة، كانت الحلقة المائة، وهي الحلقة الأخيرة التي تنتظرها بفارغ الصبر. هيأت وجبة عشاء دسمة، زينت المائدة بالشموع على غير عادتها، جلبت سكينا من المطبخ لها، تبين لها أنه حاد بما يكفي، ابتسمت له، أكلا حتى شبعا. طبعت على فمه، قبلة حركت فيه شياطين الرغبة، نظفت أسنانها، فعل مثلها، سارا متعانقين نحو غرفة النوم، استلقى هو الأول على السرير، بقيت نصف مستلقية، فطلب منها أن تستلقي، فأجابته أن هذه الليلة ستغير أوضاع كل شيء معه. لم يفهم قصدها... استلقت فوقه وبدأت تدلكه حتى استرخت جميع عضلاته، وبدأت نشوة اللقاء تصل مداها. أخرجت السكين من تحت المخدة، وذبحته من الوريد الى الوريد، كما فعلت بطلة مسلسلها... قفزت مذعورة، غسلت السكين من دم جريمتها ووضعته الى باقي السكاكين في المطبخ. أنهى مخرج المسلسل حلقته الأخيرة بصورة عبارة عن واد من الدماء تتطاير فوق سمائه رسومات قلوب متناثرة.