الحياة الزوجية ليست قائمة علي حال واحد فهي تنتقل ما بين حال إلي حال من الهدوء إلي العواصف من الاستقرار إلي الخلاف ، والخلافات بين أي زوجين غالباً ما تكون عادية وطبيعية ، إلا فيما يخص من يلعب دور البطولة ومن يسحب البساط من تحت قدم الآخر هنا يشتعل الصراع ، والحقيقة أن المرأة لا تبحث عن بطولة في حياتها الزوجية إلا حين يخلو لها المكان تماماً ويبدأ الرجل من الانسحاب من الحياة والانشغال بأعماله وصولاته وجولاته خارج البيت ، هنا تخلو لها الساحة فتبدأ في السيطرة علي مقاليد الأمور ونحن هنا ننبه الرجال إلي خطورة انسحابهم من داخل بيوتهم إلي خارجها لأن ذلك قد يفقدهم السيطرة علي أمور كثيرة ومن هنا يشعر الرجل أنه مجرد «آلة للتحكم عن بعد» في يد زوجته . وقبل أن تكون من هؤلاء الرجال اقرأ عزيزي الزوج العلامات التالية التي إن تطابقت إحداهما مع حالتك ، فربما أنت بحاجة لتفعل شيئاً لتستعيد دور البطولة في مسلسل حياتك الزوجية وإلا أفلت زمام الأمور منك إلى الأبد. تصريح مختوم منها ليس ذهابك إلى العمل هو فقط ما يحتاج إلى تصريح منها ، بل كل مشوار آخر خارج المنزل مهما كان عادياً لا بد أن توافق عليه وتسمح لك به ، عقليتها المسيطرة هذه تغير حياتك وتجعلك تسارع بالعودة إلى المنزل حتى لا تواجه قنبلة غضبها ، حسب ما ورد بجريدة « القبس «. القرارات لقد أصبحت هي بطريقة أو بأخرى من يتخذ القرارات لأسرتكما ولعلاقتكما، وتحتفظ لنفسها بالطبع بحق الفيتو ، أما أنت فلديك بعض الحق في المشاركة في اتخاذ قرارات بشأن وجهة سفركما في الإجازة أو بشأن تعليم أبنائكما أو طريقة إنفاق نقودكما، وقد لا تملك هذا الحق أصلاً مع هذه الزوجة. أصدقاء جدد لو استيقظت يوماً واكتشفت أن أصدقاءك حل محلهم أشخاص من محيطها مثل أفراد أسرتها وعائلتها ، فلا بد أن تعترف أنها تقودك فلم تعد تقضي إجازاتك أو تخرج مع أصدقائك، بل أصبحت تقضي أيام العطلات في زيارة أهلها وتسافر مع أخواتها وأزواجهن وتتنزه مع من تفضلهم هي، وأصدقاؤك الجدد سيكونون بالتأكيد ضمن هذا المحيط الاجتماعي. مخططاتها في السابق كنت تخطط لأن تخرج مع أصدقائك في نهاية الأسبوع أو تتفق معهم على مشاهدة مباراة كرة قدم معاً أو الذهاب إلى الحدائق أو الشاليه، وفجأة لم تعد تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا سمحت هي لك بذلك، لأنها تملأ جدولك لثلاثة أسابيع قادمة بشؤون لا تعلم أنت عنها شيئاً، فهي تقرر من دون أن تسألك لأنها تعلم أنها غير مضطرة إلى ذلك. ردة فعلها عندما يحدث شيء جديد أو تسمع خبراً جيداً أو شيئاً، أول شيء يتبادر إلى ذهنك هو ردة فعلها عليه، وحتى قبل أن تفكر بتأثيره عليك أنت شخصياً، لذلك عندما تعود إلى البيت في آخر اليوم تفتح الباب وأنت تفكر بالذي قد تكون فعلته وأزعجها وتهيئ نفسك لما هو آت. نصر ونجاح ما كان يحدث بشكل عادي بالأمس أصبح اليوم نصراً، لأن حقك في أن تفعل ما تريد سلب منك وأصبح لا بد من تصريح منها لتفعله. يوم سعدك أن تسمح لك بأن تفعل شيئا كنت تفعله في الماضي، ولكنك إذا أردته مرة أخرى فلا بد أن تزعجها و»تزن« عليها قليلاً لتكون كريمة معك مرة أخرى. ضعفك سر قوتها وسيطرتها وتأكد عزيزي الزوج أن أنت المسئول الأول والأخير عن هذه المشكلة وعن وضعك المهين هذا ، لأن إهمالك لأسرتك ولزوجتك وانشغالك بعملك الدائم هو الذي يبعدك عنهم ويجعل زوجتك تلعب دور البطولة في الحياة الزوجية ، لدرجة أنها قد تتحول إلى زوجة مسيطرة وقوية ، وترجع أسباب هذه السيطرة إلى الغياب المستمر في العمل أو سفرك إلى الخارج ، مما يجعل دفةَ الحياة في يدها، أو قد تكون شخصية الزوج ضعيفة ليس له رأي ، مما يؤهل الزوجةَ أن تكونَ هي صاحبةَ الرأي والقرار في حياة الزوج والأبناء ، وبذلك تكون هي المسيطرة على حياتهم بشكل واضح. الزوجة المسيطرة وحول الزوجة المسيطرة تذكر د. إحسان محمود- أستاذ علم النفس أن ثقافة السيطرة في مجتمعنا الشرقي مقبولة من طرف واحد فقط وهو الزوج ، ظناً أنه الأقوى جسديًّا وفكريًّا، وأنه بذلك يحقق قوامته على المرأة. ولكن أن تكون الزوجة مسيطرة فهذا هو غير المعقول ، وإذا فسرنا هذه المسألة لوجدنا لها عدة أبعاد، أولاً قد يكون سبب سيطرة الزوجة هو غياب الزوج في سفر أو عمل مستمر، فلا يكون له استقرار في البيت حتى يتفهم مشكلات أبنائه، فلا يكون لديه دراية بأن الزوجة تقوم بهذا الدور حتى تحافظ على استمرار حياتها وحياة أبنائها. وتوضح : قد تكون الزوجة ضحية قهر أبيها لأمها فتخرج معلنةً رفضَها التام لسيطرة الرجل على المرأة، لذلك تقرَّر في داخلِها أن تتمرَّدَ على طبيعتِها وعلى أنوثتها، وتكون لها الكلمة والسيطرة، فهذا رد فعل نفسي للإحساس والقهر ومحاولة لتعويض ذلك بأسلوب عكسي. وقد يرجع السبب إلى الزوج الذي تربى في جو اعتاد أن تسيطر فيه أمه على أبيه وعلى البيت كله فلم يستطع بعد الزواج أن تكون له الكلمة في البيت، فترك الأمر لزوجته كي تسير عليه كما سيطرت أمه على أبيه. أو قد يكون لدى المرأة اعتزاز شديد بعقلِها وثقافتها وثقة شديدة في نفسها، فترى أنه لا يمكن لأحد أن يكون له رأي فوق رأيها، وقد تتزوج من هو أقل منها في ذلك، لهذا لا تقبل أبدًا بسيطرته عليها حتى لو كان زوجها. وتبين د. إحسان أن من واقع ملاحظاتها وخبرتها أن الطرف المسيطر غالبًا ما يكون الرجل، وأن النماذج القليلة تكون للمرأة، وترى أن انعكاس الوضع وسيطرة الزوجة واتخاذها جميع القرارات في حياة الأسرة لا يجعل الحياة سليمة ، لأن الضغط المتزايد على المرأة المسيطرة يؤثر على صحتِها النفسيةِ والجسمانيةِ ، لأنها تكون في حالة تفكير دائم وتركيز مستمر وقلق وضغوط أكثر مما تحتمل. وبذلك تفقد المرأة شيئاً من فطرتها وطبيعتها كأنثى تحتاج إلى حماية الرجل المادية والمعنوية وتحتاج إلى الشعور بقوة الرجل وقدرته على تحقيق الأمان والاستقرار لها ولأسرتها، وكذلك قدرته على اتخاذ القرار المناسب واستطاعته إدارةَ شئون بيتِه وأهله بما ينفعهم. ولعودة الأمور إلى سياقها الطبيعي لا بد أن يتقبلَ كل إنسان دورَه في الحياة، وأن يرضى كلا الطرفين بحياته ويعرف حقوقه وواجباته . اتركيه يستمتع برجولته وفي النهاية عزيزتي الزوجة الرجل لا يحب المرأة التي تقيد حريته وتطلب منه تناول الطعام الذي تحبه هي ، ولا تدعه يذهب مع أصدقائه ، فالمرأة المثالية هي من تشجع زوجها على الاحتفاظ بشخصيته ، وتستمتع بتركه يلهو مع أصدقائه في النادي ، كما يحب الرجال المرأة التي لا تمارس الضغوط عليهم لتحقيق ما تريده ، ويجمع أغلبهم على أن هذا الأمر من أكثر الأمور التي تنفرهم من المرأة وتجعلهم يفكرون في البحث عن زوجة أخري لتشعرهم برجولتهم المفقودة ، فمعظمهم لا يستطيع تحمل ضغط المرأة المستمر مما يفشل العلاقة الزوجية.