كنزة الموقدسني اختارت الاستثمار فيه لتصنع بذلك التميز اختارت كنزة الموقدسني، وهي سيدة مغربية، الاستثمار في الفن، لتتميز بذلك عن باقي المستثمرات اللواتي يشاركن في السوق الدولي الأول للاستثمار النسائي. وفي رواق احتضنه المركز الدولي للمؤتمرات والعروض لمكتب الصرف بالدار البيضاء خلال الملتقى الدولي للاستثمار النسائي في شهر نونبر الماضي، خرجت «الحاجة كنزة» عن المألوف واختلفت عن العارضات الأخريات، بلوحاتها الفنية المرسومة بألوان ساحرة، جذبت أنظار زوار المعرض، الذين أعربوا لها عن إعجابهم بإبداعات هذه الفنانة العصامية وهي في عقدها السابع. «أنا لست خريجة مدرسة الفنون الجميلة»، تقول الحاجة كنزة، خلال حديثها عن مسارها، وهي تحكي بوجه بشوش عن مدى تعلقها بالرسم والفن، «ولعي وعشقي للفنون الجميلة ليس وليد اللحظة، وإنما بدأ منذ طفولتي بتطوان، مسقطي رأسي». غير أن هذه الهواية لم تكن لترضي والدتها التي كانت تريدها أن تتعلم الخياطة والطرز والاهتمام أكثر بالأشغال المنزلية لتصبح زوجة نموذجية. لكن الزواج وإنجاب الأطفال. لكن ذلك لم يطفئ جذوة شغف الحاجة كنزة بالرسم، إذ تشبثت بهذه الهواية برسمها لوحات كانت تهديها لأقاربها أو تزين بها منزلها بأوتريخت (هولندا). وسيقنعها أصدقائها بنفض الغبار عن لوحاتها عبر تنظيم معارض لإضفاء قيمة أكثر على جماليتها، تقول الحاجة كنزة، مضيفة «لقد شجعني زوجي ودعمني كثيرا لتحقيق هذا الحلم»، معربة عن الفرحة العارمة التي شعرت بها عندما زارها خبير هولندي في الفنون الجميلة وسلمها شهادة الكفاءة الفنية. وقد حقق العرض الأول للحاجة كنزة بأوتريخت نجاحا باهرا، مما ساعدها على اكتساب الشهرة وحفزها على تنظيم معارض أخرى بكل من فرنسا والمغرب. وعبرت كنزة الموقدسني، التي تأثرت كثيرا بلوحات وتلقائية الفنانة المرحومة الشعيبية طلال، عن رغبتها الجامحة في الإسهام في إثراء الساحة الفنية الوطنية، مثبتة بذلك تشبثها الراسخ بجذورها ووطنها. وشكل هذا المنتدى فرصة سانحة كنزة الموقدسني لإبراز منتجاتها وعرضها على زوار السوق من مختلف دول العالم، وطموحها لا يقف عند الحد، بل ستستمر سيدة الأعمال المغربية في مسارها حتى تطور مشروعها. كنزة ما هي إلا تجربة في مجلد من التجارب لنساء مغربيات دخلن عالم الاستثمار ومنافسة رجال في مجالات كانت إلى وقت قريب حكرا عليهم، ليصنعن بذلك لأنفسهن مكانا في سوق أصبحن عنصرا مهما فيها.