الإعلام العربي والدولي ينقل المسيرة بالصوت والصورة واستنكار واسع للمجتمع المدني بأوروبا لم يعد خفيا على وسائل الإعلام الإسبانية تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، فالمسيرة المليونية التي أكدت وسائل إعلامية عربية وأوروبية ودولية، أنها تجاوزت المليونين، تعود الصحافة الإسبانية إلى فطرتها التي جبلت عليها، وتدعي أن المسيرة المليونية الشعبية بالدارالبيضاء، لم تعرف مشاركة إلا بضع آلاف من المغاربة، وأبرزت الصحف الخبر عبر صيغة مباشرة أو بتصرف لقصاصة وكالة الأنباء الرسمية (إيفي) التي تحدثت عن «مئات الآلاف من المتظاهرين»، بينما تحدثت الصحيفة المجانية (كي) عن «مئات المتظاهرين» فقط؟ بينما لم تورد النشرات الصباحية للتلفزيون العمومي الإسباني أية إشارة إلى المسيرة. وفيما يستمر الإعلام الإسباني في تماديه في اغتيال أخلاقيات المهنة، ونشره لمعلومات مغلوطة، تحدثت وسائل إعلام عربية ودولية عن المسيرة بكل مهنية، واعتبرت في قصاصاتها أن المسيرة المليونية التي نظمت أول أمس الأحد بالبيضاء، تأتي في إطار التنديد بافتراءات وادعاءات الإعلام الإسباني، ونقلت جل الفضائيات ووكالات الأنباء عن المنظمين والسلطات المحلية أن عدد المشاركين خلال المسيرة تجاوز المليونين. وعنونت قناة العربية، في نشرات إخبارية أول أمس الأحد، «3 ملايين مغربي ينددون ب»افتراءات» الإعلام الإسباني على بلادهم»، واستعرضت مجموعة من المعطيات حول المسيرة، كما نقلت قناة الجزيرة جملة من التصريحات عن سياسيين ونقابيين مغاربة، ورصدت أهم لحظات المسيرة. إضافة إلى العديد من وسائل الإعلام العربية الأخرى التي قامت هي الأخرى بتغطية ميدانية للمسيرة. كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية بالعدد الكبير الذي شارك في المسيرة، ونقلت هي الأخرى شهادات لعدد من المشاركين في المسيرة، وبدورها خصصت وكالة الأنباء رويترز قصاصة مفصلة رصدت فيها أهم لحظات المسيرة. هذا وخلفت هذه المسيرة ردود أفعال دبلوماسية، وحقوقية، وجمعوية، إذ ندد اتحاد الجمعيات المغربية ب»ليغوريا» بقوة بالمناورات التي يحيكها الحزب الشعبي الإسباني ضد الوحدة الترابية للمغرب واستخدامها «كورقة» لأهداف انتخابية محضة. وشجب الاتحاد في بيان، عمم أمس على وسائل الإعلام، الحملة المغرضة التي يقوم بها هذا الحزب داخل البرلمان الأوروبي من خلال نشر ادعاءات تقوم على الأكاذيب والمغالطات. ومن إيطاليا إلى فرنسا، عبرت الودادية الجهوية للعمال والتجار المغاربة بشمال فرنسا عن استنكارها وتنديدها لمواقف الحزب الشعبي الإسباني المعادية للوحدة الترابية للمملكة. وأعربت الودادية، في بلاغ لها عمم أمس الاثنين، عن استيائها للسلوكات اللامسؤولة التي يمارسها هذا الحزب المعروف بتعنته وطابعه الاستعماري وحنينه للاستبداد والجبروت. واستمرارا لمسلسل التنديد، أدانت ممثلية المغرب والمغرب العربي لاتحاد المستثمرات العرب بشدة «سوء نية» الحزب الشعبي الإسباني التي أبان عنها ضد المصالح العليا للمغرب ووحدته الترابية. ونددت الممثلية، في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه أمس الاثنين، بالمواقف العدائية لهذا الحزب الإسباني اتجاه المغرب، مدينة أفعاله «المتعمدة» في ما يتعلق بأحداث العيون. وأكد اتحاد المستثمرات العرب أن «البرلمان الأوروبي افتقر إلى التبصر خلال اعتماده لقرار متسرع ضد المغرب»، كما عبر الاتحاد عن دعمه لاقتراحات النائبة بالبرلمان الأوروبي السيدة رشيدة داتي، التي أكدت على هامش السوق الدولي الأول للاستثمار النسائي، الذي انعقد مؤخرا بالدارالبيضاء، أن أحداث مدينة العيون تم «توظيفها» و»تسييسها». وفي سياق متواصل، تعتزم جمعية أصدقاء الصحراء المغربية بإسبانيا، تنظيم ندوة صحفية، الخميس المقبل بالرباط، ستخصص للكشف عن أهداف الحملة التضليلية والعدوانية التي شنتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية ضد المغرب، عقب أحداث العيون. وعليه، فقد أكد المغرب بكل مكوناته، السياسية والنقابية والجمعوية، والحقوقية على أن مسيرة الدارالبيضاء إشارة قوية ل»الإجماع المغربي على واحدة من الثوابت التي لا يختلف حولها مغربيان، وهي أن الصحراء مغربية، ولا يمكن للحزب الشعبي الإسباني أن يحول المصالح العليا للمغرب إلى ورقة انتخابية».