إجماع أمة.. يتجدد استنكر زعماء وقادة الأحزاب السياسية المغربية الممثلة في البرلمان، بقوة، تمادي بعض الأطراف الإسبانية في اللجوء إلى «تصرفات مغلوطة ومقاربات غير أخلاقية» في التعاطي مع الأحداث التي شهدتها مدينة العيون. وأوضحوا، في بيان أصدروه عقب اجتماع بالرباط, أول أمس الأربعاء، حضره كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري, ووزير الداخلية الطيب الشرقاوي، أن الأساليب التي تعتمدها هذه الأطراف «أصبحت تكتسي طابعا فظا يتداخل فيها التزوير الصارخ للحقائق ودوافع تكتيكية وسياسية واضحة». وعبروا، بصفة خاصة، عن استنكارهم ل»تحركات الحزب الشعبي الإسباني الذي ما فتئ, طوال الأيام الماضية, يعمل على توظيف أحداث العيون لخدمة أغراض دعائية انتخابية محضة, سواء على الصعيد الداخلي الإسباني أو الأوروبي». فقد عبر عباس الفاسي, الوزير الأول, الأمين العام لحزب الإستقلال، عن استنكاره لمناوشات الحزب الشعبي الإسباني المستهدفة للوحدة الترابية للمغرب. وأوضح عباس الفاسي أن الحزب الشعبي الإسباني, الذي صعد من تحركاته في الأسابيع الأخيرة ضد سيادة المغرب, «قام داخل البرلمان الأوروبي بالتدليس والتزوير، وأقدم على تقديم وثائق مزورة»، في ما يخص أعمال الشغب التي شهدتها العيون مؤخرا. وأضاف أن هذا الحزب عوض أن يفضح الخروقات السافرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف, عمد إلى الكذب وتزييف الوقائع بشأن أحداث العيون, حيث ادعى سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين, وتحدث عن مئات المفقودين. وذكر بأن العديد من المنظمات الحقوقية المغربية والدولية أكدت أن هذه الأرقام خيالية ولا أساس لها من الصحة, كما أكدت أن قوات الأمن المغربية لم تستعمل السلاح بتاتا خلال هذه الأحداث. وقال الأمين العام لحزب الاستقلال إن الأحزاب السياسية المغربية تندد بتحركات الحزب الشعبي الإسباني, الذي يستعمل «ورقة المغرب» لخدمة أغراض دعائية انتخابية محضة, مجددا تجند الأحزاب المغربية للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وثوابت الأمة. من جانبه، أكد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية, أن الموقف العدائي للحزب الشعبي الإسباني تجاه المغرب تكرس جليا من خلال «استغلاله الفادح لأحداث العيون بعد اختلاقه لأكاذيب وفبركته لطروحات لا حقيقة لها في أرض الواقع», وهو ما «يسيء بشكل كبير» للعلاقات بين البلدين. وأوضح بنعبد الله أن الحزب الشعبي الإسباني «لم يكتف بالضغوط التي مارسها بكل الوسائل والطرق غير المقبولة داخل المجتمع الاسباني», بل تعدى ذلك ليتمادى في تعامله المسيء للمغرب داخل أروقة البرلمان الأوربي والحزب الشعبي الأوروبي. وأكد أن هذا الحزب الإسباني كان يهدف من وراء هذا التحرك الضغط على المنتظم الأوروبي في اتجاه اعتماد تقرير يتناول بصيغة توظيفية غير مقبولة أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا. وأشار إلى أن حزب التقدم والاشتراكية يعتبر بدوره أن هذا الأمر غير مقبول, «ومن تم المبادرة التي اتخذت من أجل إصدار بيان في هذا الشأن يؤكد على رفض المجتمع المغربي وقواه الحية لهذا التصرف اللامعقول من قبل الحزب الشعبي الإسباني». من جهته، أكد امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أنه تبين أن الحزب الشعبي الإسباني يكن حقدا وعداء مجانيا للمغرب في ما يتعلق بالقضية الوطنية. وعبر العنصر عن شجب حزب الحركة الشعبية للمواقف المعادية للوحدة الترابية للمملكة التي يتخذها الحزب الشعبي الإسباني، مبرزا أن هذا الحزب ما فتئ يفتعل عددا من الأكاذيب والافتراءات نظرا للظروف الانتخابية المحلية والحقد والكراهية اللذين يكنهما للمغرب. أما حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فقد أكد، على لسان نائب الكاتب الأول فتح الله ولعلو، أن الحزب الشعبي الإسباني أظهر عداءه للمغرب وللشعب المغربي ولم يأخذ بعين الاعتبار مصالح بلاده في العلاقة مع المغرب. وندد ولعلو بالمواقف المعادية للوحدة الترابية التي يتخذها الحزب الشعبي الإسباني، مؤكدا أهمية هذا الاجتماع بالنظر لوجوب توحد المواقف في مواجهة أعداء الوحدة الترابية للمملكة وعلى اعتبار أن القضية الوطنية قضية مصيرية وتهم المستقبل. في السياق ذاته، ندد حزب الاتحاد الدستوري بتصرفات الحزب الشعبي الإسباني المناوئة للوحدة الترابية للمملكة, مؤكدا أن هذه التصرفات «لا تخدم بتاتا العلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وإسبانيا». وأعرب عبد الله فردوس, عضو المكتب السياسي للحزب عن شجبه للتحركات التي يقوم بها الحزب الشعبي الإسباني داخل البرلمان الأوروبي ضد الوحدة الترابية للمغرب. صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار, قال بدوره إن جميع القوى السياسية المغربية تدين بشدة التصرفات الدنيئة التي يقوم بها الحزب الشعبي الإسباني ضد الوحدة الترابية للمغرب، منددا بالعداء المتمادي للحزب الشعبي الإسباني لمصالح المغرب وحقوقه مشددا على أن التحركات السافرة لهذا الحزب لن تنال من عزيمة الشعب المغربي ومن استماتته في الدفاع عن مصلحته الوطنية العليا وحقوقه المشروعة. من جانبه، ندد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة, محمد الشيخ بيد الله بالتصرفات الدنيئة التي يقوم بها الحزب الشعبي الإسباني ضد مصالح المغرب ووحدته الترابية، مشيرا إلى أنه تم التنديد خلال الاجتماع بهذه التصرفات التي تسيء للمصالح المشتركة بين المملكتين المغربية والإسبانية. وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة : «توجهنا إلى الضمير الأوروبي لكي يأخذ بعين الاعتبار هذه التصرفات التي تخدم مصالح الجزائر و(البوليساريو)». في الاتجاه ذاته، شجب حزب العدالة والتنمية المواقف التصعيدية للحزب الشعبي الإسباني المستهدفة للوحدة الترابية للمغرب، مؤكدا على لسان عبد الإله بنكيران, أن «المسار التصعيدي» لهذا الحزب يسيء للعلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا والتي تعمل حكومتا البلدين على جعلها جيدة. وارتباطا بقضية الوحدة الترابية، من المفترض أن يكون البرلمان الأوروبي قد ناقش أمس مشاريع قرارات بخصوص أحداث العيون جمعت في مشروع قرار واحد تقدم به ممثلو عدد من أحزاب اليمين الأوروبي، والمعروفين بعدائهم للوحدة الترابية للمملكة المغربية. إلا أن مشاريع القرارات السبع بالبرلمان الأوروبي، وإن كان قد أعماها العداء للمغرب، لم تتجاهل قضية المختطف الصحراوي من قبل جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إذ طالبت نصوص تلك المشاريع كما اطلعت عليها بيان اليوم، من البوليساريو بالكشف عن مصير المناضل الصحراوي وتحديد مكان اعتقاله وظروفه والسماح لعائلته ومحاميه وللمنظمات المعنية بزيارته، بل ومنها من طالب بالنظر في قانونية اعتقاله واحتجازه من الأساس. وفي السياق نفسه، من المقرر أن يقدم الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية والتعاون، في فاتح دجنبر المقبل، تقريرا أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي حول الأحداث الأليمة التي شهدتها العيون بحسب ما علم لدى مصادر بالبرلمان الأوروبي.