غادر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الاثنين السعودية متوجها إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج, وذلك بعد العودة المنتظرة لولي العهد الذي يعاني أيضا من مشاكل صحية. وقال الديوان الملكي أن العاهل السعودي البالغ من العمر 86 عاما والذي تعد بلاده أهم منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سيسافر إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج في مؤسسة طبية لم يحددها, بسبب الانزلاق الغضروفي الذي يعاني منه والتجمع دموي حول العمود الفقري, ما يسبب له بألام حادة. وقال بيان الديوان «سيغادر بمشيئة الله تعالى خادم الحرمين الشريفين يوم غد الاثنين إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لإكمال الفحوصات الطبية ومتابعة العلاج وذلك بناء على توصية الفريق الطبي». من جهته طمأن وزير الصحة السعودي عبدالله الربيعة الأحد إلى أن العاهل السعودي «يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر» مؤكدا انه سيستكمل علاجه في الولاياتالمتحدة. وقال الربيعة في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «اطمئن الجميع ان خادم الحرمين الشريفين يتمتع بصحة جيدة وهو في وضع مستقر». وأضاف أن العاهل السعودي «يعاني فقط من انزلاق غضروفي وتجمع دموي (...) وأوصى الفريق الطبي بأن يغادر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لزيارة أحد المراكز المتخصصة في العمود الفقري لاستكمال الفحوصات الطبية ومتابعة العلاج». وكان مصدر رسمي سعودي أكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس أن الملك عبدالله سيغادر إلى الولاياتالمتحدة بعد عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى الرياض من المغرب. ويتوقع أن يكون الأمير سلطان قد وصل إلى المملكة أمس الأحد بحسب المصدر الرسمي. وكان الديوان الملكي أعلن في 12 نوفمبر أن العاهل السعودي يعاني من انزلاق غضروفي, وهي حالة مؤلمة ولكن يمكن معالجتها وتتطلب الراحة. وأكد بيان للديوان في حينه أن «خادم الحرمين الشريفين (...) يعاني من وعكة صحية ألمت به في الظهر تتمثل بتعرضه لانزلاق غضروفي, وقد نصحه الأطباء بالراحة وذلك ضمن البرنامج العلاجي الذي وضع» له. والجمعة, أعلن الديوان الملكي أن الملك عبد الله «شعر بزيادة في آلام الظهر فقام بإجراء فحوصات طبية في مستشفى الملك فيصل في الرياض». وأضاف البيان انه تبين نتيجة الفحوصات أن «الانزلاق الغضروفي صاحبه تجمع دموي أدى للضغط على الأعصاب المجاورة للانزلاق». أما عودة الأمير سلطان فتأتي بعد أن أمضى حوالي 12 أسبوعا في قصره في مدينة أكادير المغربية. وانحسر نشاط ولي العهد البالغ من العمر حوالى 85 عاما بشكل كبير بسبب فترة العلاج والنقاهة المطولة منذ العام 2008, ويعتقد أن الأمير سلطان يعاني من مرض السرطان بحسب محللين ودبلوماسيين. وكان يتوقع أن يزور الرئيس المصري حسني مبارك الرياض السبت للقاء العاهل السعودي, إلا أنه عدل عن ذلك وأجرى اتصالا هاتفيا معه. وقالت وكالة الأنباء السعودية أن «خادم الحرمين الشريفين تلقى اتصالا هاتفيا مساء اليوم (السبت) من أخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك ... اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين الشريفين». وبحسب الوكالة, فان الرئيس المصري والعاهل السعودي استعرضا خلال الاتصال «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين». كما تأجل لقاء متوقع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مرتين هذه السنة. وظهر العاهل السعودي السبت على شاشات التلفزة السعودية مبتسما بينما كان يغادر المستشفى على كرسي متحرك ويحيط به عشرات الأمراء والمسؤولين. ولم يتوجه العاهل السعودي هذه السنة كما كانت العادة كل عام إلى مكةالمكرمة للإشراف على موسم الحج. وترأس النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز مجلس الوزراء في الثامن من الجاري وقد أوكله الملك رعاية موسم الحج لهذه السنة.