نعى اتحاد كتاب المغرب، الكاتب المغربي إدمون عمران المليح، في بلاغ له، هذا نصه: تلقى المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب بأسى بالغ نبأ وفاة الكاتب المغربي، وعضو اتحاد كتاب المغرب، الروائي والقاص إدمون عمران المليح، الذي وافته المنية بالرباط، عن سن ثلاثة وتسعين سنة. خلف الكاتب إدمون عمران المليح إنتاجا أدبيا مؤثرا في ظرف قياسي، هو الذي بدأ نشر أعماله الروائية في مرحلة متأخرة، استحق معه كاتبنا الراحل لقب «جيمس جويس المغرب»، وعددا مهما من المقالات والدراسات والحوارات العديدة، وخصوصا تلك المقالات التي عكست مواقف الأديب الراحل وآراءه الجريئة والمناصرة للقضية الفلسطينية، ناهيك عن كتاباته النقدية والانطباعية حول الفنون والمعارض التشكيلية والصباغية والفوتوغرافية المغربية، وكتبه ومقالاته المنشورة حول تجارب أهم المبدعين التشكيليين المغاربة، من مختلف الأجيال والمدارس. عدا ذلك، عرف كاتبنا الكبير بنضاله السياسي في وقت مبكر، وفي مرحلة حساسة من تاريخ المغرب الحديث، إبان انخراطه في صفوف الحزب الشيوعي المغربي، سواء وهو في لجنته المركزية أو في مكتبه السياسي، كما عرف الأستاذ المليح بدوره التربوي والتعليمي اللافت داخل المؤسسات التعليمية ببلادنا، مدرسا لمادة الفلسفة، هو المعروف بتأثره الكبير بمدرسة فرانكفورت، وتحديدا بفكر رائدها الفيلسوف والتر بنيمين، فضلا عن دفاعه المستميت عن الخصوصية المغربية في الكتابة والحياة. وبعد فترة قضاها أديبنا الراحل مضطرا في فرنسا، إثر انتفاضة مارس الشهيرة بالبيضاء، عاد المليح إلى وطنه المغرب الذي ارتضاه بديلا لأن يقيم ويدفن فيه، رافضا بذلك كل الامتيازات التي حاولت جهات معلومة إغراءه بها، ليغير من هويته، حيث سيوارى جثمانه الثرى بالصويرة، المدينة التي افتتن بها بمثل افتتانه بمدينة أصيلة، وبكل ما هو أصيل في وطنه المغرب. لقد ظل كاتبنا الراحل وفيا لوطنه بخاصة ولقضايا الإنسانية بعامة، كما عاش إنسانا كريما وقنوعا، وظل مبتعدا عن الأضواء واللهاث وراء شهرة مزيفة، فجعل بيته محجا مفتوحا لكل المبدعين والفنانين والقراء والأصدقاء من مختلف الأجيال والحساسيات واللغات إلى آخر يوم من حياته. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب بتعازيه الحارة إلى جميع الكتاب والمثقفين المغاربة، وإلى أصدقاء الفقيد وقرائه، راجين لكاتبنا الراحل الرحمة والمغفرة ولأصدقائه الصبر وحسن العزاء.